أكد السيد سعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أن التأسيس لمستقبل الأجيال يستدعي وضع تصور استراتيجي شامل تشارك فيه كافة شرائح المجتمع، مشيرا إلى أن نجاح المشاورات الوطنية الجارية من أجل تعميق الإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية تستدعي مساهمة كل الطلائع الفاعلة في المشهد الوطني ممن باستطاعتهم تقديم قيمة إضافية مستقرئة للواقع ومستشرفة للمستقبل من خلال الفهم والتحليل. وأوضح السيد عباد وفي تصريح للصحافة عقب جلسة الاستماع التي خصتها هيئة المشاورات الوطنية برئاسة السيد عبد القادر بن صالح لوفد المنظمة الوطنية للمجاهدين أول أمس أن التأسيس لمستقبل الأجيال يتطلب وضع تصور استراتيجي شامل يشارك فيه كافة شرائح المجتمع من خلال طلائعه الفاعلة في المشهد الوطني، ''ممن باستطاعتهم تقديم قيمة إضافية وأفكار اقتراحيه مستقرئة للواقع ومستشرفة للمستقبل من خلال الفهم والتحليل والصياغة الموضوعة والمسؤولة للقضايا الوطنية المصيرية''، محذرا في الوقت نفسه من الإقصاء والتهميش، لأن ذلك حسبه يتعارض مع الشرعية الدستورية ويتنافى مع القيم الديمقراطية والمساواة وحرية الفرد والجماعة وكافة القيم الأخرى التي بشرت بها ثورتنا المجيدة. وإذ ثمن بالمناسبة الإصلاحات الجارية واعتبرها تتويجا للمسار الديمقراطي الذي بث في الجزائر منذ ما لا يقل عن عقدين من الزمن، مشيرا إلى أن هذا المسار فسح المجال للتعددية الحزبية وحرية الصحافة وتكوين الجمعيات وإلغاء المحاكم الخاصة ورفع حالة الطوارئ واحترام حقوق الإنسان، ''وذلك بالرغم من الوضعية التي عاشتها البلاد جراء الإرهاب الذي أزهق الأرواح ودمر الاقتصاد الوطني''، اعتبر السيد عباد وأن لكل مرحلة إجراءات وتصورات تدخل تحت طائلة التغيير المنهجي السلمي والفعال، داعيا إلى العمل على رعاية الممارسة الديمقراطية والنفاذ بها إلى أعماق الذهنيات، وذلك من منطلق أن هذه الممارسة ''لا تتحقق بقرار فوقي أو بإجراء إداري وإنما بترسيخها كثقافة وممارسة تنسحب على الأفكار والسلوكات في المجتمع''.