أكد السيد عبد المالك سلال وزير الموارد المائية ورئيس الدورة الثالثة للمجلس الوزاري العربي للمياه أمس بالقاهرة أن الطابع الاستراتيجي لملف المياه في الوطن العربي وحتمية العمل المشترك لمواجهة التحديات المتعددة التي يفرضها موضوع المياه حتما على الجميع بذل جهود ''صادقة'' لتفعيل عمل المجلس الوزاري للمياه وجعل اشغاله وقراراته ذات صدى وترجمة ميدانية لدى الدول العربية. وأضاف السيد سلال خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الدورة ال 3 للمجلس انه في سبيل تحقيق المكاسب والاهداف تم التوصل للصياغة النهائية للاستراتيجية العربية للأمن المائي تنفيذا لقرارات قمة شرم الشيخ الاقتصادية2011 . ودعا في هذا السياق الدول العربية إلى رفع هذه الاستراتيجية إلى القمة العربية القادمة لاعتمادها، داعيا في نفس الوقت المجلس الوزاري العربي إلى وضع برنامج تنفيذي لاستراتيجية الامن المائي. وسيناقش المجلس الوزاري العربي للمياه في دورته الجديدة العديد من البنود التي تعزز التنسيق والتعاون العربي المشترك في مجالات المياه باعتبارها أحد تحديات المستقبل والتنمية المستدامة. وفي اطار تعزيز القدرات التفاوضية للدول العربية بشأن الموارد المائية المشتركة، أشار وزير الموارد المائية الى المشاركة الفعالة في الدورات التدريبية للأكاديمية العربية للمياه لتعظيم الاستفادة وتزويد صناع القرار في البلدان العربية بالمعارف والتقنيات المطلوبة لاجراء الاصلاحات المؤسساتية ومعالجة تأثيرات الاقتصاد السياسي على صناعة القرار وكيفية وضع وتطبيق الاستراتيجيات المائية والمؤسساتية لاداء مستدام للمرافق المائية ورفع الكفاءات التقنية في الوطن العربي. اما في ما يخص تعزيز القدرات التفاوضية للدول العربية بشأن الموارد المائية المشتركة مع دول غير عربية، قال الوزير انه تم انتداب خبراء لدى مركز الدراسات المائية والامن المائي العربي للعمل لديه في مجال اختصاصاته. واشار الى المشاركة في التظاهرات العالمية بغية خدمة القضايا العربية والتأكيد على الموقف العربي الموحد في التصدي لسياسية اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة و''هو يعد كما قال نجاحا سياسيا كبيرا للمجلس''. وأكد السيد سلال على أهمية التحضير العربي ''الجيد'' لأشغال المنتدى العالمي السادس للمياه المزمع عقده في مدينة مرسليا بفرنسا 2012 وذلك من اجل ''اعطاء النجاعة اللازمة لادائنا الجماعي وتمتين المواقف العربية خلال هذا المؤتمر''. وتطرق الى مسألة استغلال المياه الجوفية المشتركة، مشيرا إلى نجاح التجربة الجزائرية-التونسية-الليبية في هذا الميدان والتي استلهمت منها العديد من الدول العربية تجاربها. وأكد أن المجلس الوزاري العربي للمياه تابع تنفيذ أهداف الألفية فيما يخص امدادات المياه والاصحاح حيث تم التوصل إلى اعداد النموذج الموحد بين الدول العربية والتقرير العربي وتعيين نقاط الاتصال لمتابعة هذا الموضوع. ومن جانبه، أكد الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية السيد ابراهيم التويجري أن جدول الاجتماع يضم عددا من المواضيع من بينها متابعة تكليفات القمة العربية التنموية والاقتصادية والاجتماعية الثانية وكذا مناقشة استراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة التي تم اعتمادها اليوم بعد أن تمت الموافقة عليها في صيغتها النهائية. وبشأن المؤتمر العربي للمياه، أفاد التويجري أن المجلس سيدعو الدول العربية الراغبة في استضافة المؤتمر العربي الأول للمياه المقرر عقده عام 2012 إلى موافاة الأمانة الفنية للمجلس بذلك ليتسنى عرضها على اللجنة الفنية في اجتماعها القادم.