اقترح وزير الدولة الفرنسي السابق ورئيس مقاطعة بلفور ورئيس جمعية الصداقة فرنساالجزائر السيد جون بيار شوفانمان إنشاء لجنة ''عدالة للحقيقة والمصالحة'' لمعالجة مسائل الذاكرة بين الجزائروفرنسا على غرار اللجنة التي كانت في جنوب إفريقيا بعد عهد الابارتيد. وصرح شوفنمان خلال لقاء صحفي مساء أول أمس قائلا ''اعتقد انه لو كانت هناك لجنة مماثلة للجنة حقيقة عدالة مصالح في جنوب إفريقيا فسيكون ذلك أفضل حتى يتسنى لكل واحد أن يدلي بشهاداته''. وفي رد عن سؤال حول مسألة الذاكرة المشتركة بين الجزائروفرنسا والمشاكل ذات الصلة بالاستعمار اعتبر المرشح السابق للرئاسيات الفرنسية أن لجنة كهذه من شأنها أن تشكل فرصة ''لسماح أمور مؤثرة'' بشأن حرب التحرير الجزائرية. وأضاف في هذه الصدد ''ليس بوسعي إعادة صياغة الماضي لأنه موجود، لكن بإمكاننا أن نثق في المؤرخين الموضوعيين، كما بإمكاننا أن نثق في الرؤى التي يقدمها كل واحد اليوم بشأن هذا التاريخ المشترك''. ويرى المتحدث أنه يتعين تسوية هذه الصفحة من التاريخ من خلال الضمير قائلا ''أعتقد أنه على فرنسا أن تكون واعية بما حدث وبما فعلت في الجزائر معتبرا أن عملا مشتركا للضمير أكثر ايجابية من محاولة إفهام الشريك . وأكد رئيس جمعية الجزائر- فرنسا على ضرورة التطرق إلى الماضي لكن مع وجوب إدراك ألا يحجب هذا الماضي المستقبل مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية قد تكون أحسن لكنها حسنة وأنه مرتاح للتحسن الذي تعرفه هذه العلاقات. وتطرق شوفنمان من جهة أخرى إلى الاتحاد من اجل المتوسط والذي وصفه بالفكرة الأصلية التي قد تكون كما قال مسبقة ومبكرة في آن واحد كما ذكر أن زيارته إلى الجزائر التي استهلها يوم الأحد والتي دامت خمسة أيام هي فرصة لتكثيف العلاقات مع المجتمع المدني وشخصيات من عالم الثقافة والتربية والاقتصاد ورجال سياسة في الحكم ومن المعارضة. وقال في هذا الصدد إنه يأمل في أن تتمكن العلاقات بين الطرفين الجزائري والفرنسي من تطوير مشترك على جميع الأصعدة مضيفا أنه سينظم مع نهاية السنة الجارية منتدى الجزائرفرنسا للقرن ال21 بما يحمل من رهانات في مجالات الثقافة، التربية، الطاقة، التنمية الاقتصادية والعمران وغيرها. وذكر في هذا الشأن بأنه تحادث مع رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، السيد محمد الصغير بابيس، ووزير تهيئة الإقليم والبيئة، السيد شريف رحماني والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، السيد عبد العزيز بلخادم. وأكد انه تناول مع هذا الأخير الوضع في ليبيا والعلاقات الثنائية الجزائرية الفرنسية مشيرا إلى انه سيتحادث كذلك مع الوزير الأول السيد احمد اويحيى، كما سيلتقي مع ممثلين عن جبهة القوى الاشتراكية وممثلين عن مؤسسة الأمير عبد القادر. كما ذكر شوفنمان انه تحادث كذلك مع رئيس التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية وكذا رئيسي الحكومة السابقين رضا مالك ومولود حمروش. وقد حل رئيس الجمعية الفرنسية الجزائرية أمس بمدينة تيزي وزو، حيث استقبل من طرف الوالي والمسؤولين المحليين الذين تبادلوا أطراف الحديث حول مؤهلات المنطقة لا سيما فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي والاجتماعي وتراثها الثقافي الغني. وحسب مصدر من المجلس الشعبي الولائي، فإن السيد شوفانمان وعد بالتكفل بقضية إعادة فتح المركز الثقافي الفرنسي بتيزي وزو، حيث أكد أن الأمر ليس إلا مسألة وقت، وسيتم مباشرة أشغال إعادة تهيئة المركز قريبا، قبل أن تتاح الفرصة للوزير السابق بالحكومة الفرنسية لزيارة عدة مرافق وهياكل بالولاية. وكانت المحطة الأولى التي وقف عندها رئيس الجمعية الفرنسية الجزائرية رفقة الوفد المرافق له في زيارة تعد الأولى لمنطقة القبائل، دار الثقافة مولود معمري، حيث جاب أروقتها المحتضنة لفعاليات صالون جرجرة للفنون التشكيلية في طبعته الخامسة. كما تحادث مع إطارات قطاع التكوين المهني الذين نظموا أبوابا مفتوحة حول التكوين. وقدم مدير الثقافة لتيزي وزو ملخصا عن دار الثقافة مولود معمري التي كانت في العهد الاستعماري عبارة عن سجن، وزار السيد بيار شوفانمان والوفد المرافق له مقبرة المسحيين بوسط مدينة تيزي وزو لوضع باقة من الزهور وكذا المركز الثقافي الفرنسي الذي أغلقت أبوابه منذ ,1994 حيث قال ''انه نادم على عدم قدومه لزيارة المنطقة من قبل والتي قال إنها جميلة''.