تفتح عاصمة الثقافة الإسلامية تلمسان ذراعيها لاستقبال أحفاد الفراعنة في أيام ثقافية تحمل الرغبة في تجديد الوصال الثقافي والفني بين البلدين بعد قطيعة بينية سقطت بسقوط نظام مبارك في فيفري الماضي، حيث يعمل الجانب المصري على توفير كلّ الظروف المناسبة لجعل عودة المياه إلى مجاري العلاقات بين أرض الشهداء وأرض الكنانة وخلق حدث فني وثقافي جدير بما يربط البلدين من روابط تاريخية وقومية مشتركة، وإرادة في المضي بهذه العلاقات قدما نحو أفق أفضل. الأيام الثقافية المصرية يؤثّثها عدد من النشاطات الثقافية والفكرية التي ارتأى الوفد المصري برئاسة وكيل أوّل وزارة الثقافة ورئيس قطاع العلاقات الخارجية السيد حسام نصار، برمجتها في عاصمة الثقافة الإسلامية، حيث يضمّ البرنامج عرضا مسرحيا، وعرضين سينمائيين، إضافة إلى أمسية شعرية وعروضا موسيقية وكذا معرض للفنون الحرفية الخشبية ومعرض للطرز والنسيج، مع تنظيم ورشة عمل للأطفال خاصة بالأوريغامي (فن طي الأوراق لصنع أشكال فنية). الوفد المصري سيحلّ بالجزائر في ثاني يوم من شهر جويلية الداخل، لتنطلق الفعاليات في الرابع منه على غرار العرض المسرحي ''شيزلونج'' للمخرج محمد الصغير، الذي يعدّ نتاج ورشة ''حلم الشباب'' وعرفت نتاجا جماهيريا عند عرضها، وتضمّ المسرحية جميع عناصر فنون الأداء المسرحي فهي تتناول موضوع العمل في شكل كوميدي وتراجيدي ساخر إلى جانب الاستعراض والغناء حيث يناقش العرض معظم الأزمات والمشاكل التي يعاني منها الشباب المصري عن طريق مجموعة من المرضى النفسيين اجتمعوا في عيادة طبيب أمراض نفسية وكل مريض يتحدّث عن مشكلته التي يعانيها مع الطبيب. وفيما سيكون الشاعران محمد رمضان رجب جعفر وزين العابدين فؤاد عبد الوهاب فارسي البيان المصري إلى الجزائر، سيمثّل الفن السابع المصري، إلى جانب الفيلم التسجيلي ''فن الفلاحين'' للمخرج عبد القادر التلمساني، فيلم ''ميكروفون'' من تأليف وإخراج أحمد عبد اللّه، وتدور أحداثه في قالب غنائي اجتماعي، حيث يستعرض حياة عدد من الفرق الغنائية السكندرية في قالب درامي يجمعهم حيث تعتمد القصة على يوميات شاب يعود إلى الإسكندرية بعد غياب أعوام قضاها في الولاياتالمتحدة متأمّلا كيف تغيّرت مدينته وسط بحثه عن حبيبته وترميم علاقته المتصدّعة بوالده. ويلتقي الشاب العائد بشبان وشابات منهم من يغني الهيب هوب على أرصفة الشوارع ومنهم من يعزف موسيقى الروك فوق أسطح العمارات القديمة في حين يرسم آخرون لوحات الغرافيتي على الجدران، والفيلم من بطولة مجموعة من الفنانين الشباب بينهم خالد أبو النجا، يسرا اللوزي، أحمد مجدي، هاني عادل وعاطف يوسف مع ظهور خاص للنجمة منة شلبي، كما يشارك فيه 4 فرق موسيقية من الإسكندرية بشخصياتهم العقيقية هي فرق ''مسار إجباري'' و''أي كرو'' و''ماسكارا'' و''صوت في الزحمة''. موسيقيا، سيستمتع التلمسانيون وضيوفهم بما ستقدّمه فرقة ''مسار إجباري'' القادمة من الإسكندرية من أغانيها على غرار ''بره الحياة''، ''حاجة''، ''حب البلد يا حكومة''، وتكوّنت فرقة ''مسار إجباري'' عام 2004 بواسطة خمسة موسيقيين مصريين يقومون بعزف الموسيقى الشرقية، وشاركت الفرقة في العديد من الحفلات والأمسيات الموسيقية، وفازت بجائزة أفضل فرقة موسيقية عربية في مكتبة الإسكندرية. كما ستدلي فرقة صابر عبد الستار للموسيقي العربية بدلوها في هذه التظاهرة من خلال ما ستقدّمه، والفنان صابر عبد الستار عازف آلة القانون ببيت العود العربي وهو من أكثر الأسماء المرموقة من عازفي القانون، حيث حصل على جائزة القانون الدولية التي أقامتها جامعة الدول العربية عام ,2010 كما شارك العزف مع العديد من الفرق الموسيقية، وصاحب أشهر المطربين والمؤلفين والموسيقيين في أعمالهم في مصر وخارجها، وأحيا العديد من الحفلات في ''العزف المنفرد'' في مصر وخارجها، وشارك في تأسيس فرقة ''عيون''. الوفد المصري يضمّ 50 شخصية مصرية، وقد أكّدت سفارة مصر في الجزائر، في بيان صحفي حصلت ''المساء'' على نسخة منه، أنّ مشاركة مصر في فعاليات تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية بالجزائر ستكون متميّزة، من خلال برنامج مكثف. أوضح البيان أنّ مشاركة مصر بهذا العدد الكبير للتأكيد على حرص مصر على تنمية وتعزيز العلاقات المصرية-الجزائرية في جميع المجالات، خاصة الثقافي الذي يحظى بدعم كبير من البلدين، كما ذكّر البيان بالمشاركة المصرية في الاستعراض الشعبي لافتتاح فعاليات تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' بفرقة للإنشاد الديني وبالحضور الرسمي فيه ممثّلا في شخص وزير الثقافة المصري الدكتور عماد أبو غازي.