نظّم الطاقم الفني لمسرحية ''لسان الدين ابن الخطيب'' للمسرح الجهوي لتيزي وزو، بالمركز الدولي للصحافة بتلمسان، ندوة صحفية تحدّثوا فيها عن حيثيات العمل المسرحي الذي عرض آنفا في كل من تيزي وزو، وهران، عين تيموشنت وسيدي بلعباس، ليحطّ رحاله هذه المرة في عاصمة الزيانيين للمشاركة في تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''. وبهذه المناسبة، قال كاتب، النص حسان ملياني، أنه تناول في هذا العمل مدينة تلمسان باعتبار أنّ العلاّمة لسان الدين بن خطيب لجأ إليها هربا من الأندلس، ليكون مقتله بفاس المغربية رمزا لانهيارالأندلس الوشيك، مضيفا أنه حاول تسليط الضوء على الأسباب التي أدّت إلى انحطاط الحضارة الأندلسية ومن ثم انهيارها التام، وهو ما يمكن إسقاطه على ما يحدث حاليا في عدة دول. وأشار ملياني إلى أنه استغرق سنة ونصف في كتابة هذا العمل الذي استلزم الكثير من البحث في التاريخ، خاصة وأن شخصية لسان الدين معروفة جدا، حيث كان الحاكم الفعلي للأندلس في غياب حكام أقوياء، واتهم بقلة الوفاء لهؤلاء الحكام، مضيفا أنّ العلامة اضطر إلى مغادرة مسقط رأسه واتجه إلى تلمسان ففاس، ليقتل ويكون مقتله تنبؤا بسقوط الأندلس. من جهته، قال مساعد المخرج علي تامرت أنه من المستحيل تناول حدث تاريخي بكل تفاصيله، مضيفا أن ابن المقري كتب عن لسان الدين بن الخطيب في ثمانية مجلدات، كما يمكن محاكاة التاريخ، والتطرق إلى بعض جوانب هذه الشخصية الفذة التي زاوجت بين السيف والقلم وعاشت في زمن الفتن. أمّا مخرج العمل لزهر بلباز، فقد تناول بعض الأرقام التي تخص هذه المسرحية التي ستعرض اليوم بدار الثقافة ''عبد القادر علولة'' بتلمسان، فقال أنّ تسعة وعشرين فنانا يشاركون في المسرحية من بينهم عبد الحميد قوري، كما استغرق إنجاز المسرحية 46 يوما وتضم مشاهد راقصة يؤديها راقصون من البالي. وفي الأخير، تحدّث بطل المسرحية، حميد قوري، عن دوره فقال أنه من الصعب تمثيل شخصية تاريخية لما يحمله ذلك من مسؤولية تاريخية تمس الذاكرة الجماعية، متسائلا في السياق نفسه عن تغيّر الأوضاع منذ سقوط الأندلس إلى اللحظة من عدمه؟.