بتكريم الروائي الراحل حميد سكيف، اختتمت نهاية الأسبوع الماضي الدورة الرابعة للمهرجان الدولي لأدب وكتاب الشباب، حيث تمّ تقديم عرض كوريغرافي من توقيع راقص الهيب هوب الجزائري حميد بن ماهي مستوحى من عمل المحتفى به ''جغرافية الخطر''. الشاعر، الروائي والإعلامي الجزائري المغترب حميد سكيف الذي رحل إلى الأبد شهر مارس الماضي بعد مرض عضال، استحضر روحه المهرجان حيث عادت لتقف بقاعة ''ابن زيدون'' برياض الفتح عند حدود ''جغرافية الخطر'' التي صدرت عام,2006 من خلال تعابير جسدية وإيحاءات فلسفية تترجم أهمّ تقاطعات هذا العمل الذي أبدعه سكيف الذي كان يردّد على الدوام ''إذا كنت قد غادرت الجزائر فإن الجزائر لم تغادرني البتة''. وتعدّ ''جغرافية الخطر'' من أهم الأعمال الأدبية لسكيف، خطّ فيها تجربة حياة مريرة للمهاجرين دون وثائق، الذين يجبرهم الخوف على السكن في غرفة واحدة لمدة أشهر، هربا من الشرطة، حيث تتملّكهم مشاعر الضياع والخوف في سبيل البحث عن حياة أفضل كانوا يتوقعونها في الضفة الأخرى، لكنهم يجدون أنفسهم في واقع أكثر مرارة من ذلك الموجود في أوطانهم، وحاز حميد سكيف بها عام 2007على جائزة أحسن رواية مكتوبة فرنسية. راقص الهيب هوب حميد بن ماهي رفقة فرقته ''أور سيري'' حوّل عام 2010 ''جغرافية الخطر'' إلى عرض كوريغرافي يحمل نفس العنوان، وبعد أن قدّمه في عدد من المدن الأوربية، سيتمكّن الجمهور الجزائري من متابعة هذا العمل الإبداعي الاستثنائي في ختام المهرجان الدولي لأدب وكتاب الشباب الذي يحمل في هذه الدورة شعار ''حرّر خيالك''. وللتذكير، فإنّ الشاعر والروائي والإعلامي الجزائري المغترب حميد سكيف واسمه الحقيقي ''محمد بن مبخوت''، أطلق عليه النقّاد لقب الكاتب السري'' الذي برع في الكتابة الساخرة باللغة الفرنسية وعانى من المتاعب جرّاء ذلك، وظلّ يعتبر نفسه ''رجلا مستحيلا'' لا يزال ينبض بخفقان أعمال شعرية وروائية متميّزة مثل ''قصائد الوداع''، ''جغرافيا الخطر''، ''الأميرة والبهلوان'' و''سيدي الرئيس''، واشتهر الفقيد في الخارج أكثر منه في الجزائر، منذ اتّخاذه مدينة هامبورغ الألمانية مُقاما له منذ سنة ,1997 إلى غاية انطفاء شمعته عن سن يناهز 60 سنة غداة مرض عضال. وللتذكير، نظّم المهرجان الدولي ال4 أدب و كتاب الشباب من 22 إلى غاية 29 جوان تحت شعار ''حرّر خيالك'' بساحة رياض الفتح و الكتاني (باب الوادي) وكذا قصر الثقافة ''مالك حداد'' (قسنطينة) وساحة ''المشور'' (تلمسان). ونظّم في إطار هذه التظاهرة ملتقى دام يومين حول موضوع ''الأدب و المكتبة والمطالعة العمومية'' سمح للناشرين والمكتبيين الجزائريين والأجانب بدراسة السبل والوسائل الواجب تبنّيها من أجل التوصّل إلى أعمال مشتركة لترقية المطالعة وتثمين الأدب وكتاب الشباب. وتناولت النقاشات على وجه الخصوص دور المكتبات في المطالعة العمومية والمدرسية في ترقية المطالعة لدى الشباب و سياستهم للتوثيق والاستراتيجيات الثقافية لتطوير المطالعة العمومية وتسيير الأرصدة الوثائقية للمكتبات المدرسية والشراكة بين المكاتب العمومية و المدرسية.