يهتز البعض وينفعل انفعالا شديدا حين يشاهد على القنوات العربية تلك الشحنات من الانفعالات وذلك التجنيد والتجييش من الدعاة والفقهاء والمفكرين الذين يأتون بهم لأخذ رأيهم فيما يقال على الرسول الكريم ولما يتعرّض له من إهانة من خلال الرسومات التي توحّد الاعلام الغربي الصهيوني في نشرها ومباركتها بحجة حرية الاعلام، يهتز لهذا البعض ويغضب للرسول وينظم المسيرات ويجوب الشوارع ويعلو البعض المنابر ويلقي الخطب ثم يعود المهتزون والمنفعلون الى ديارهم وتنطفئ جذوة الحماس في بحر من الهموم الأخرى، حيث ينشغل الشارع برغيف الخبز وبالحليب وبالمعيشة الضنكى وهكذا يصبح الغضب والانفعال والاهتزاز وكأنه لم يكن، غير أن الكثير ينسى أويتناسى أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم يهان يوميا في العراق وفي فلسطين وفي افغانستان حيث تهتك الأعراض وتداس المصاحف وتدمّر المساجد وتسفك دماء المسلمين، يقتل الأطفال وتهدم الديار على رؤوس أهلها أليس هذا أكبر إهانة للرسول وللإسلام والرسول صلى اللّه عليه وسلم لا يسكت على ضيم فقد جهّز الجيش وفتح مكة من أجل وفائه بالعهد لتلك القبيلة التي اعتدت عليها قريش وهي في حلفه، فكيف نحن اليوم وحالنا مثل حال الشاعر شمس الدين النواحي(841 للهجرة) رحمة اللّه عليه: محمّد خير خلق اللّه من شهدت بفضله الرّسل والأنباء والكتب يا حاميا حوزة العليا ومن شرفت به القبائل واعتزت به العرب وانظر لأمتك القوم الضعاف فقد عمّ البلاء وزاد الويل والحرب من وخز طاعون جنّ فيه كم طعنوا بالجرح عدلا وللأرواح قد سلبوا وأرخصوا مُهَج الأطفال فاشتريت بحبة واستبيح اللحم والعصب ما منهم غير داع فيه مبتهل وخائف لمنون الموت يرتقب فاشفع بحقك فيهم للإله فلا مولى سواك لهذا الأمر ينتدب وامنن بأجر شهيد للورى كرما فكلهم صابر للّه محتسب وقال الإمام عبد الرحيم البرعى رحمه اللّه: صفوه بما شئتم فوالله ما انطوى على مثله في الكون أم ولا أب أعزّ الورى أصلا وفعلا ومنشأ وأعلى وأسمى في الفخار وأحسب وأحسن خلق اللّه خلقا وخلقة وأطولهم في الجود باعا وأرحب سلام على ذاك الحبيب فإنني إليه على بعدي أحنّ وأطرب فأنت حمانا من زمان معاند به ينكر المعروف والدّين يسلب هذا هو رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الذي يلجأ اليه الخائفون ساعة الخوف فيأمنون لأنه رحمة للناس جميعا·