يعدّ المخرج محمد شويخ من أكثر المخرجين الجزائريين خصوبة من حيث الإنتاج إلى جانب مرزاق علواش، إذ قدّم العديد من الأعمال السينمائية التي حظيت بنقاشات واسعة لا سيما فيلم "القلعة" الذي قدّمت حوله العديد من الدراسات، بالإضافة إلى فيلم "يوسف، أسطورة النائم السابع"، "عرش الصحراء"، ليعود للتمثيل في 2003 ببطولة فيلم "رقصة الريح" للمخرج التونسي الطيب الوحيشي··أمّا آخر أعماله فكان "دوار النساء" الذي تناول من خلاله العشرية السوداء··· محمد شويخ اختير رئيسا للجنة تحكيم الأفلام الطويلة بتظاهرة "بانوراما السينما الجزائرية" المنتهية فعالياتها مؤخرا، عن هذه التجربة وتقييمه لإنتاج المخرجين الجزائريين الشباب، ومستقبل السينما في الجزائر سألنا محمد الشويخ في هذه الدردشة ··· -كنتم رئيسا للجنة الأفلام الطويلة ببانوراما سينما الجزائر عاصمة الثقافة العربية، كيف كانت هذه التجربة؟ ما ركّزنا عليه هو الصورة، ولكلّ فيلم من الأفلام المشاركة لغة خاصة بحيث كان هناك أعمال ناطقة بالترقية وهذا جميل، وقد حرصنا على مناقشة كلّ جوانب الأعمال المقترحة، كان هناك الكثير من الأعمال الضعيفة التي جرى عليها الاتفاق بسرعة وأخرى كانت بحاجة إلى أن تعاد من جديد، لكن هناك أعمال أخرى وصلنا فيها إلى نقاط مسدودة واختلافات بين أعضاء اللجنة، حيث ضمّت جوانب جيدة وأخرى لا، بمعنى أنّ هناك أعمالا كانت متمكّنة من حيث السيناريو لكنّها ضعيفة من حيث التصوير، وهكذا فمن الصعب أن تجد عملا جيدا ومتكاملا من كل النواحي، وهذا ما دفعنا إلى التغاضي عن بعض الأخطاء والهفوات الصغيرة بالنظر لموضوع الفيلم الذي كان مهما· - باعتباركم تنتمون إلى الرعيل الأوّل من المخرجين الجزائريين، كيف تقيّمون الإنتاج السينمائي للمخرجين الجزائريين الشباب، من خلال هذه البانوراما؟ *لابدّ على الشباب الجزائري أن يكوّنوا أنفسهم ويدرسوا، هناك نقص في التحكّم بالتقنية السينمائية بمختلف أبعادها، لأنّ للسينما قواعدا وأصولا فهي بالدرجة الأولى صورة وليس مجرد كلام، وممكن للصورة الواحدة أن تختصر خطابا طويلا، فليس كلّ من له شيء يريد أن يقوله بإمكانه أن يخرج فيلما· -وهل هناك عمل من بين الأعمال المشاركة لفت انتباه محمد شويخ ؟ *هي تلك الأعمال التي اخترناها لتفوز بجوائز المهرجان على غرار "ارزقي لندجان"، "ايروان"، "كرتوش قلواز"، و"البيت الأصفر"، لا أستطيع أن أحدّد عنوانا واحدا لأنّ كلا منهم تفوّق في جانب وأخفق في آخر سواء على مستوى الصوت أو الصورة أو الحركة ··· بمعنى ليس هناك عملا واحد أجاد في كلّ جوانب· - وكيف يرى صاحب فيلم "القلعة" مستقبل السينما الجزائرية؟ *هناك تقنية تبدأ في البروز حاليا وتمكّن الكثيرون من انجاز أفلام لاسيما تقنية الفيديو لكن لابدّ من إتقانها، فمن بين الأفلام المشاركة في البانوراما هناك فيلم انجز بتقنية الفيديو، قبلناه كلجنة رغم أنّه كان من المفروض أن يرفض، لأنّ الفيديو يعطي صورة أقل احترافية من الأفلام التي تنتج بمعيار 35ملم وتمرّ عبر مخابر متخصّصة، لكن تبقى تقنية الفيديو أقلّ تكلفة والأسهل استعمالا·