ونحن على بعد يومين من الاحتفال بالذكرى التاسعة والأربعين للاستقلال، لا بد للمرء أن يتوقف لحظة عند هذه الذكرى، بعيدا عن الحسابات السياسية والسياسوية ليستذكر بطولات هؤلاء الذين صنعوا هذا الاستقلال وتقييم مسيرة حوالي خمسة عقود من الزمن. فلا يمكن الاحتفاء بهذه المناسبة الغالية دون تخليد أبطالها من شهداء أبرار ومجاهدين أشاوس ضحوا بكل شيء في الحياة من أجل أن يروا الجزائر مستقلة وأبناءها ينعمون بالسيادة والحرية والكرامة. كما لا يمكن نكران الجهود التي بذلت لإعادة بناء الوطن، بإيجابياتها وسلبياتها. وتكفي مقارنة بسيطة لما كانت تتوفر عليه الجزائر غداة الاستقلال، وما تزخر به الآن. أكيد أننا لم نصل بعد إلى المبتغى ولم تتحقق كل الأهداف المسطرة ولم يتم التكفل بكل الانشغالات ولم تسو كل المشاكل، لكن الأكيد أن هناك إنجازات لا يمكن نكرانها، بل إن نكرانها يعد إجحافا في حق الوطن وفي حق الرجال الذين كانوا وراءها. فلننظر إلى قطاعات السكن، الأشغال العمومية، المياه، الصحة والتعليم، وغيرها من المجالات الحيوية لحياة المواطن، سنجد أن البلد قطع أشواطا لا يستهان بها في طريق التنمية والتكفل بالانشغالات الأساسية للمجتمع ولا تزال أشواط أخرى يجب استكمالها لتحقيق المبتغى،، وهو ما يجري حاليا من تطبيق مخططات تنموية سوف تؤتي ثمارها في المستقبل القريب وتساهم في التخفيف من المشاكل التي يعاني منها المواطن وتحقق طموحاته في العيش في بلد العزة والكرامة في كنف الأمن والاستقرار، إنها الجزائر.