تعرف بلدية مرسى الحجاج الواقعة شرق وهران، هذه الايام توافدا كبيرا للمصطافين الذين تجلبهم شواطئها، على غرار شاطئ المقطع الذي تفضله معظم العائلات التي ترغب في الاستمتاع بطبيعته الخلابة، في حين يحبذ شباب آخرون شاطئ الميناء الصغير لوجود عدد كبير من الصخور العالية به حيث تسمح لهم بالغطس، بينما يتوجه عدد من المصطافين للشاطئ الرئيسي بالبلدية. وبالرغم من جمال تلك الشواطئ إلا أن بلدية مرسى الحجاج لا يوجد بها أي مرفق سياحي من فنادق أو قرى سياحية يستطيع من يقصد المكان التوجه إليها وهي النقطة السوداء التي يشتكي منها أغلب زوارها الذين تجلبهم طبيعة المنطقة الخلابة، فيفضلونها على مناطق سياحية أخرى، حيث يلجأ الكثير منهم لتأجير مساكن القاطنين بالبلدية ممن يعرضون تلك الخدمة بأثمان كراء باهظة تصل أحيانا إلى 1700 دينار لليوم الواحد، مما يثقل كاهل العائلات التي يجبرها البحث عن الاستجمام هروبا من حرارة الجو المرتفعة، لاسيما بالولايات الداخلية والجنوبية للخضوع للامر الواقع وتقبل تلك الاثمان المبالغ فيها. وقد أكدت السيدة عائشة التي جاءت مع عائلتها من ولاية سعيدة وقامت باستئجار منزل يتكون من غرفتين متواضعتين بشاطئ مرسي الحجاج وهي محظوظة لانها سيدة عاملة، وقد اتفقت مع زوجها ما ادخرته من مال طوال شهور السنة من أجل تمكينها من قضاء أيام من العطلة الصيفية مع أبنائها على شاطئ البحر، والمسألة كما أشارت مكلفة وليست في متناول العائلات البسيطة وتأسفت المتحدثة عن عدم تفكير السلطات المحلية للولاية من النهوض بقطاع السياحة بهذه المنطقة الجميلة التي لا تختلف في إمكانياتها الطبيعية والسياحية حسب رأيها عن الكورنيش الغربي لوهران مثل بلديات عين الترك وبوسفر والعنصر التي تدعمت خلال السنوات الاخيرة بالعديد من المرافق السياحية التي تعرف إقبالا كبيرا للمصطافين ما يجعل الضغط يتمركز على تلك الجهة، كما أن وجود المخيمات العائلية التي اندثرت خلال السنوات السابقة كانت تعطي فرصة للعائلات التي المنطقة للتخييم والاصطياف بأسعارمناسبة. مشكلة أخرى لمسناها ببلدية مرسي الحجاج تتمثل في نقص الخدمات التي يمكن ان تقدم للمصطافين من محلات بيع الوجبات السريعة والمطاعم ذات مستوي مما فتح المجال واسعا أمام الباعة المتجولين أغلبهم أطفال قصر يبيعون وجبات ومواد غذائية تنعدم بها شروط النظافة وتكون معرضة لأشعة الشمس طوال النهار، مما يؤدي إلى حالات التسممات الغذائية التي تسجل سنويا مع حلول موسم الاصطياف زيادة على التسيير العشوائي للشواطئ بسبب إرغام بعض الشباب للمصطافين على دفع مبالغ مالية مقابل تواجدهم بالرغم من أن الشواطئ مجانية. وتتميز بلدية مرسي الحجاج بمواقع أثرية جملية جدا إلي جانب الغابات التي لازالت هي الأخري لم تأخذ حقها من التهيئة التي من الممكن ان تحولها إلى مرافق ترفيهية هامة تقصدها العائلات لاسيما وأن فصل الصيف يعطي القابلية للبحث عن أماكن مختلفة للترفيه والترويح عن النفس، فيما تبقي بلدية مرسي الحجاج الساحلية في إنتظار أن تجسد بها المشاريع السياحية وإعادة الاعتبار للاماكن الاثرية التي تزخر بها والتي من شانها أن تنهض بقطاع السياحة بالمنطقة.