يعاني المسافرون نحو ولاية تيزي وزو من سلوكات انتهازية من طرف سائقي السيارات الذين قاموا بمضاعفة تسعيرة النقل إذ قدرت ب500 دينار للمكان الواحد بمحطة نقل المسافرين بالخروبة، وهو أمر راجع لتواصل إضراب الناقلين بالحافلات منذ الجمعة الماضي، الأمر الذي اضطر بعض المسافرين إلى الاستعانة ب''الكلونديستان'' بمقابل 400 دينار، وهو الأمر الذي يرهن تنقل أزيد من 40 ألف مسافر يوميا لقضاء مختلف حاجياتهم. وقال بعض سائقي السيارات غير الشرعيين التقتهم ''المساء''، أمس، أنه إن استمر إضراب الحافلات فإن الأسعار مرشحة للارتفاع أكثر لاسيما أن شلل خط النقل الرابط بين العاصمة وتيزي وزو من شأنه خلق حالة من الغليان والفوضى لدى المواطنين خاصة في الظروف التي تزامنت مع العطلة الصيفية وإقبال شهر رمضان الكريم حيث تكثر الحركة. وكشف السيد محمد بلال رئيس الاتحاد الوطني للناقلين الجزائريين، أول أمس، بالجزائر العاصمة، أن بعض سائقي السيارات انتهزوا فرصة إضراب الناقلين وفرضوا أسعارا جنونية تراوحت ما بين 500 إلى 1500 دينار للمكان الواحد في بعض الحالات، موضحا أن خلفية الإضراب تعود لقرار غلق محطة نقل المسافرين لولاية تيزي وزو دون استشارة الفاعلين فيه، وأضاف أن القرار تم اتخاذه بصفة ارتجالية، حيث تم تحويل الناقلين بصفة مؤقتة إلى محطة أخرى بمنطقة كاف النعجة التابعة للمؤسسة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية. وفي هذا الصدد، صرح السيد بلال أن المحطة الجديدة بكاف النعجة تنعدم فيها مرافق الحياة ولا يجد المسافر راحته في اقتناء ما يريده، والأكثر من ذلك أن المحطة الجديدة بعيدة عن المدينة بحوالي خمسة كيلومترات وهو طريق سريع يشكل خطرا على المواطنين إن تنقلوا على الأقدام، وهي في الأصل مخصصة للمؤسسة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية وهو ما يعني أن الناقلين مهددون بالطرد في أي لحظة، مشيرا إلى أن قوانين الجمهورية تنص على حق إنشاء محطة لنقل المسافرين في كل ولاية، وأعرب عن استغرابه لجدوى غلق المحطة القديمة بقلب مدينة تيزي وزو. وقال المتحدث أنه على ضوء القرار الأحادي والتعسفي الذي اتخذته مديرية النقل لولاية تيزي وزو، فإن الاتحاد الوطني للناقلين يساند مطالب المتعاملين المتعلقة بإعادة فتح المحطة سريعا بالموازاة مع التفكير في إيجاد حل لوضع حد للفوضى الناتجة عن هذه الوضعية، كما أفاد الاتحاد أن القرار غير عادل وغير ملائم ويلحق أضرارا كبيرة بالمواطن والناقلين الذين قدموا مجهودات جبارة ليجعلوا من ولايتهم رائدة في مجال النقل. ودعا السيد بلال الوزارة الوصية للتدخل، مقترحا الجلوس إلى طاولة الحوار والاستماع للانشغالات والاقتراحات من أجل حل الأزمة وإيجاد حلول عادلة خدمة لمصالح المواطنين بالدرجة الأولى الذين يدفعون ثمن مثل هذه المشاكل. وتبقى مصالح أكثر من 40 ألف مسافر و400 متعامل عالقة، ويستمر الانتهازيون في مص جيوب المواطنين الذي يسافرون يوميا من تيزي وزو إلى العاصمة من أجل مزاولة عملهم أو دراستهم أو حتى لتلقي العلاج، مقابل دفع أسعار خيالية.