تحتضن ساحة الكيتاني بباب الوادي لمدة عشرين يوما فعاليات الدورة الثانية لتظاهرة ''قراءة في احتفال''، التي حوّلت هذا الفضاء إلى مساحة يتوّج فيها الأطفال الكتاب ملكا مطلقا دون منازع، مغتنمين فرصة هذه التظاهرة التي تعود لثاني مرة للإبحار في عالم الكتاب، الحكي، التهريج والأشغال اليدوية إلى جانب الرسم، الألعاب السحرية والغناء، لتبقى الغاية الأسمى تشجيع المطالعة لدى الطفل وتحبيبها لديه. ''قراءة في احتفال'' التي انطلقت في الرابع جويلية الجاري وتستمر إلى غاية الرابع والعشرين منه، تتضمّن العديد من المحطات التي تصبّ كلّها في الهدف الأساسي من هذا المهرجان، ألا وهو حثّ الأطفال على القراءة وتحبيبهم في ''خير جليس في الأنام'' واكتشاف ما بداخلهم من مواهب، عن طريق تمكينه من القراءة وإعادة تلخيص القصة أو إعادة سردها بأسلوبه الخاص، وعلى العموم، ينطوي هذا المهرجان على العديد من الأجنحة التي تلبي جميع الأذواق أي أنّها تستجيب لطلبات الأطفال مهما كانت شرائحهم العمرية. وتشتمل التظاهرة على عدد من الأنشطة؛ على غرار جناح ''القراءة'' للأطفال الذين يحسنون القراءة وجناح ''الحكواتي'' للأطفال الذين يدرسون بالأطوار التحضيرية أوأقل من ذلك، جناح ''المسرحية'' المخصّص لتقديم عروض عرائس ''القاراقوز''، إلى جانب جناح ''الرسم'' الذي استقطب في الدورة الأولى الكثير من زوّار الكيتاني، وذلك لتحقيق الغاية من هذه التظاهرة ''ربط علاقة حميمية بين الطفل والكتاب خلال العطلة بصورة تجعله يقرأ دون الشعور بأنه ملزم بذلك، لأنّ الجو الذي يخلقه المهرجان كالغناء والمسرح والرسم والحكواتي يفتح شهيته للقراءة في الهواء الطلق''. ولم يأت اختيار ساحة الكيتاني لاستضافة هذه التظاهرة إعتباطيا بل مدروسا بدقّة لتوسّطه أحد أهم الأحياء الشعبية في العاصمة، ناهيك عن قربه من البحر، حيث يجد الأطفال سهولة كبيرة في الإلتحاق بفضاءات المهرجان للإستماع بما تجود به قرائح منشطي مختلف الأجنحة، وذلك بعد قضاء أوقات جميلة على الشاطئ، وقد أحصت محافظة المهرجان في الدورة الأولى ما يقارب ال350 طفلا يلتحقون يوميا بمختلف الفضاءات، واعتبر بعض القائمين على تلك الدورة أنّها من أنجح التظاهرات، وحقّقت أهدافها المرجوة على مختلف الأصعدة. ولكي يتم التأريخ لهذا اللقاء الأول، وسعيا لترسيخ تقاليد جديدة ومهمة، إرتأت محافظة المهرجان أن تجمع جميع الملخصات التي قدّمها الأطفال في جناح الكتابة في مؤلّف حمل عنوان ''عرس الكتاب مع الأطفال'' وهو بمثابة شاهد على العلاقة التي نشأت بين الأطفال والكتاب طوال أسبوعين عمر الدورة الأولى، على أمل أن تتدعّم هذه الصلة وتتوثّق أكثر، لترسي بذلك قاعدة من القراء لا يستهان بها وعينة تؤكد للمرة الألف أن الطفل ينتظر فقط من يسير به نحو الأفضل والأنبل. المهرجان المحلي الثاني ''القراءة في احتفال''، الذي تنظّمه مديرية الثقافة لولاية الجزائر يشهد إلى جانب مختلف أنشطته، تنظيم معرض للكتب الصادرة عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، كما وضعت المكتبة الوطنية الجزائرية تحت تصرّف الأطفال مكتبتين متنقلتين تضمّان مختلف الإصدارات والمؤلّفات التي تخصّ الأطفال-.