اختتمت أمس بالمعهد الوطني للبترول ببومرداس أشغال الجامعة الصيفية لإطارات الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليزاريو) بتجديد النخبة الصحراوية عزمها على مواصلة الكفاح من أجل الاستقلال ومنددة بسكوت المجموعة الدولية إزاء ما يحدث من انتهاكات صارخة للشرعية الدولية في إقليم الصحراء الغربية. ووجهت إطارات جبهة البوليزاريو في ختام جامعتها الصيفية التي دامت شهرا كاملا رسالة إلى العالم أكدوا من خلالها تمسكهم بالكفاح بكل الطرق المشروعة من أجل تحقيق هدفهم الأسمى وهو الاستقلال والتحرر من الاستعمار المغربي. وشددوا على أنهم لن يتنازلوا عن حقهم هذا حتى إن كلفهم ذلك الشهادة من خلال العودة إلى الكفاح المسلح باعتباره أحد الوسائل المشروعة في نضال الشعوب من أجل التحرر. وأبدوا أسفا كبيرا لكون المجتمع الدولي وبعض القوى العظمى ومن بينها فرنسا تقف موقف المتفرج تجاه الوضع الحالي في إقليم الصحراء الغربية في وقت كان يتعين فيه على الأممالمتحدة الأخذ بزمام الأمور وإيجاد حل يخلصُ إلى منح الصحراويين تقرير المصير بناء على الشرعية الدولية. وتقاسم كل الذين شاركوا في الجلسة الختامية لأشغال الجامعة الصيفية وهم الوزير الأول الصحراوي السيد عبد القادر طالب عمر ووزراء في الحكومة الصحراوية ورئيس الجبهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي وأمين عام وزارة الطاقة والمناجم وأعضاء من السلك الدبلوماسي بالجزائر من بينهم سفراء كل من أنغولا وجنوب إفريقيا وكوبا وفنزويلا والمكسيك موقف إطارات البوليزاريو واعتبروه تجديدا للعهد وتمسكا بمبادئ الحرية والاستقلال. وفي هذا السياق أكد الوزير الأول الصحراوي في كلمة ألقاها بالمناسبة أن الجامعة الصيفية حملت رسائل للصديق والعدو مفادها أن الصحراويين لن يتنازلوا عن حقهم في تقرير المصير رغم التعنت المغربي وتملص المجتمع الدولي من تحمل مسؤولياته، وأوضح أن الخطاب الذي وجهه الموفد الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء كريستوفر روس إلى الأمين العام بان كي مون وأصدقاء الأمين العام (ممثلو الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمة بالإضافة إلى إسبانيا) مؤخرا، يؤكد بوضوح أن المعرقل لجهود الأممالمتحدة من أجل إيجاد تسوية سلمية هو النظام المغربي، وعبر عن أمله في أن يكون هذا التشخيص مقدمة للضغط على المغرب من أجل الامتثال للشرعية الدولية بما يسمح للهيئة الأممية من استعادة هيبتها في فرض السلم والأمن الدوليين. وأكد السيد عبد القادر طالب عمران أن المغرب كان عليه أن يستخلص الدروس بعد 35 سنة من استعماره للإقليم الصحراوي حيث رغم طول هذه المدة إلا أنه لم يتمكن لا من كسب قلوب الصحراويين ولا من كسب تأييد المجموعة الدولية. وحسب الوزير الأول الصحراوي فإن النظام المغربي وحده يتحمل مسؤولية تعثر مسار بناء الاتحاد المغاربي. ومن جهة أخرى اعتبر السيد عبد القادر طالب عمر احتضان الجزائر للجامعة الصيفية لأكثر من 600 إطار في جبهة البوليزاريو يمثلون مختلف الهيئات المدنية والعسكرية رسالة قوية إلى الأصدقاء والأعداء بأن الجزائر لن تتراجع عن مساندة القضايا العادلة في العالم وفي مقدمتها القضية الصحراوية، وأضاف أن موقف الجزائر المساند والداعم لنضال الشعب الصحراوي يأتي في ظرف يواصل فيه الاستعمار المغربي سياسة تشريع الاحتلال وانتهاك حقوق الإنسان. وحول الموقف الجزائري من القضية الصحراوية أكد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محرز العماري أن تنظيم الجامعة الصيفية لإطارات البوليزاريو بمبادرة من شركة سوناطراك يؤكد وقوف كل الشعب الجزائري وراء الصحراويين في نضالهم من أجل التحرر، كما أن هذه التظاهرة تعد منبرا للتحرر، ومنبرا أكد من خلاله المكافح والمقاتل الصحراوي استعداده لمواصلة الكفاح من أجل التحرر، كما أنها منبر للمرأة الصحراوية ومنبر للشباب المكافح من أجل الاستقلال. وأكد أن الجزائر كانت وستبقى قبلة للثورة وستواصل دعمها للقضية الصحراوية وأن كل مكونات الشعب الجزائري لن يتخلى عن وقوفه في صف الصحراويين في نضالهم وكفاحهم من أجل الاستقلال. ووجه بالمناسبة رسالة مساندة إلى المناضلين الصحراويين بالمدن المحتلة، مؤكدا أن المجتمع المدني الجزائري وعلى غرار الحركة التضامنية العالمية ستبقى تناضل من أجل إنهاء كل مظاهر الاحتلال في الصحراء الغربية وتمكين النشطاء من كل حقوقهم وقال في هذا السياق ''سنواصل علنية وجهرا دعمكم'' وأعلن عن احتضان الجزائر لملتقى دولي يومي 25 و26 سبتمبر الداخل يناقش موضوع ''حق الشعوب في المقاومة: قضية الصحراء الغربية''. وسيعرف الملتقى مشاركة أكثر من 200 شخصية وممثل لهيئات دولية رسمية ومستقلة ومن المجتمع المدني والسياسي والمدافعين عن حقوق الإنسان من مختلف أنحاء العالم. وسيتمخض عن أشغال هذا الملتقى الدولي إصدار بيان رسمي ختامي لدعم ومساندة قضية كفاح الشعب الصحراوي من أجل نيل حقوقه المشروعة كاملة من خلال تقرير المصير والاستقلال التام فوق كل أراضيه. ويهدف الملتقى إلى ''بعث رسالة تحية لحركة المقاومة الشعبية بالصحراء الغربية'' و''التعبير عن الدعم اللامتناهي لها '' و''إبراز الطابع السلمي لهذه المقاومة الشعبية'' و''فضح القمع المنظم الممارس ضد المدنيين بصفة عامة وضد المدافعين عن حقوق الإنسان بصفة خاصة''. كما يرمي إلى ''فضح التعتيم الإعلامي الممارس ضد المقاومة السلمية خاصة عدم الاهتمام الملاحظ من طرف الإعلام الغربي بالقضية'' وكذا ''توضيح ورفع اللبس المكرس من طرف المغرب الذي يخلط عن قصد بين الإرهاب والمقاومة المشروعة''. وللإشارة فقد شارك أكثر من 600 إطار صحراوي في الجامعة الصيفية التي انطلقت في الفاتح من الشهر الجاري، وعرفت إلقاء 25 محاضرة في مختلف المواضيع الجيوسياسية والتاريخية وأخرى تناولت مواضيع الساعة مثل السلم والأمن في العالم وقضية الإرهاب والقانون الدولي والمسألة النووية.