دعا رئيس منتدى رؤساء المؤسسات السيد رضا حمياني الدولة لدعم وتشجيع الشركات المحلية وتشجيع الاستثمار للحد من ارتفاع فاتورة الاستيراد، كما دعا حمياني خلال المنتدى الذي نظمه ''الجيريا أنفست''، أمس، بالعاصمة، السلطات إلى الاعتماد على اليد العاملة الجزائرية في مختلف المشاريع التي تقيمها الشركات الأجنبية الناشطة في الجزائر مع إجبارها على تكوينها مثل ما هو معمول به في بعض الدول العربية. كما دعا رضا حمياني إلى ضرورة تشجيع المؤسسات المحلية وكذا الاستثمار للحد من ارتفاع فاتورة الاستيراد، موضحا أن هناك عدة مؤسسات جزائرية -على غرار ''سيفيتال'' و''سيم''- أثبتت قدرتها في السوق واستطاعت تصدير منتجاتها إلى الخارج، كما شدد المتحدث على ضرورة تنويع الإنتاج وعدم الاعتماد على المحروقات، مضيفا أن الدول التي تعتمد على البترول سينهار اقتصادها مستقبلا. ولم يفوت رئيس منتدى رؤساء المؤسسات الفرصة لانتقاد بعض المتعاملين الاقتصاديين، حيث انتقد في هذا المجال سياسة الاعتماد على نوع واحد من المنتجات مقارنة مع المؤسسات الأجنبية التي تنشط في الجزائر وفي نفس المجال، بالرغم من توفرها على نفس الإمكانيات كالآلات ومعايير صنع المنتوج، وضرب منشط المنتدى مثالا بمنتوجي الياوورت والمارغرين، حيث اعتبر أن المؤسسات الأجنبية كدانون مثلا توفر لزبائنها عدة أنواع في هذا المجال في حين أن المؤسسات الجزائرية تكتفي بنوع أو نوعين. وبخصوص جلب اليد العاملة من الخارج، دعا حمياني السلطات إلى إجبار المتعاملين الأجانب الذين ينشطون في مجال البناء إلى الاعتماد على الكفاءات الجزائرية مع ضرورة تكوينها قبل بداية مشاريعها، موضحا في هذا الصدد أن دول الجوار ترفض جلب العمالة الصينية والآسيوية لبناء منشآتها، وهذا حرصا منها على توظيف شبابها والقضاء على البطالة في نفس الوقت. واعتبر رضا حمياني أن ثقل الإدارة في دراسة الملفات وفي دفع مستحقات الشركات المقاولة التي تقوم بإنجاز مشاريعها يؤثر سلبا على الاستثمار وفي مدة الإنجاز المشاريع، ودعا في هذا الخصوص المؤسسات إلى الاعتماد على تسبيق نسب للمقاولين لإتمام مشاريعهم وصرف رواتب عمالهم. وعن دعم الدولة لبعض المواد الأساسية كالسكر والزيت والخبز لحماية القدرة الشرائية للمواطنين، قال السيد حمياني إن هذه الإجراءات تكسر الأسعار في الأسواق العالمية، مما يدعم اقتصاديات دول خارجية. ومن جهة أخرى، اعتبر رئيس منتدى رؤساء المؤسسات أنه لا يوجد توازن بين سوق العمل في الجزائر والجامعة، حيث شدد في هذا السياق على ضرورة فتح نقاش في هذا المجال بين الجامعة والمؤسسات، موضحا أن الجامعة يجب أن تتكيف مع ما تحتاجه سوق العمل، كما شدد المتحدث على التكوين، معتبرا أن مستوى الجامعيين ضعيف جدا. واعتبر رضا حمياني حضور منتدى رؤساء المؤسسات في قمة الثلاثية غير كاف لمناقشة الأوضاع الاقتصادية في الجزائر، داعيا السلطات إلى تكثيف هذه الاجتماعات للوقوف على المشاكل التي تعيق الاقتصاد الوطني.