تضاربت المعلومات أمس، حول حقيقة مقتل خميس القذافي أصغر أبناء العقيد الليبي في غارة جوية شنها الطيران الحربي لحلف الشمال الأطلسي ليلة الخميس إلى الجمعة استهدفت مدينة الزليتان الواقعة على بعد 150 كلم إلى الشرق من العاصمة طرابلس. فبينما أكدت المعارضة المسلحة أن خميس القذافي الذي يقود القوات الموالية لنظام والده في مدينة الزليتان لقي مصرعه إلى جانب 31 شخصا قتلوا في الغارة الأطلسية نفت طرابلس هذه المعلومات نفيا قطعيا. ووصف موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية هذه المعلومات بأنها ''أكاذيب جد وسخة'' وهي موجهة للتغطية على قتل المدنيين في مدينة مسالمة''. وكان محمد زواوي المتحدث باسم المعارضة المسلحة أكدت أن ''الطيران الحربي التابع لحلف الناتو شن خلال الليل هجوما استهدف قيادة القوات التابعة للقذافي بالزليتان مما أدى إلى سقوط 32 من رجاله من بينهم نجله الأصغر خميس''. ويعد خميس البالغ من العمر 28 عاما أصغر أبناء العقيد القذافي ويقود إحدى الكتائب التي تعد الأكثر فعالية ضمن القوات الموالية للنظام الليبي ويقود العمليات العسكرية على الجبهة الشرقية بمدينة الزليتان الموقع الأكثر تقدما بالنسبة للمتمردين في الشرق بعد الميناء الاستراتيجي لمدينة مصراتة. وأكد حلف الناتو أنه شن غارتين جويتين مساء الخميس، ضد المدينة قال إنه استهدف من خلالهما ذخيرة ومبنى للشرطة العسكرية في منطقة للمواجهات قريبة من المدينة من دون أن يؤكد مقتل نجل القذافي. غير أن المتحدث باسم المتمردين قال إن ''الحلف لا يستهدف أشخاصا بعينهم ونحن نأخذ بجدية كل الادعاءات المتعلقة بمقتل المدنيين ونقوم بالتأكد منها كما نفعل دائما''. وهي تصريحات حاول من خلالها مسؤول المعارضة إبعاد التهمة عن المنظمة الأطلسية التي تدعي أنها تستهدف مواقع عسكرية تابعة للنظام الليبي ليتأكد فيما بعد أنها استهدفت مواقع مدنية مما يفسر سقوط مدنيين الذين من المفروض أن تحميهم الطائرات الحربية الأطلسية. وتعد هذه هي المرة الثانية التي تعلن فيها المعارضة المسلحة عن مقتل خميس القذافي حيث سبق وأعلنت ذلك بداية شهر مارس الماضي وهو الأمر الذي سارع النظام الليبي إلى نفيه في حينه. ويبدو أن المتمردين المدعومين من قبل حلف الناتو على المستوى العسكري والمجموعة الدولية على المستوى السياسي والساعين إلى تحقيق انتصار في طرابلس يحاولون كسب الحرب النفسية عن طريق الترويج لمثل هذه المعلومات في مسعى لإحباط عزيمة القوات النظامية والموالين لنظام القذافي. ويتأكد ذلك كون النظام الليبي لم ينف خبر وفاة سيف العرب وهو احد أبناء القذافي غير المعروفين والذي قتل وأبناؤه الثلاثة في غارة جوية لحلف الناتو في العاصمة طرابلس. وإذا تأكد أن خميس القذافي لقي مصرعه فذلك يعني أن دول الحلف التي عجزت على حسم الأمر في ليبيا عسكريا تسعى إلى الخروج من المأزق الذي وقعت فيه ولو كان ذلك على حساب قتل القذافي وكل أبنائه وهو هدف خارج عن مضمون اللائحة الأممية رقم 1793 التي سمحت بفرض منطقة حظر جوي في سماء ليبيا فقط بهدف حماية المدنيين. ويبقى التأكد من حقيقة مقتل خميس القذافي صعبا حتى أن فرنسا الداعم الأول للمجلس الانتقالي الوطني الذي أسسته المعارضة المسلحة في بنغازي قالت إنها ليست مؤهلة لتأكيد أو نفي مثل هذا الخبر. وقالت كريستين فاجيس مساعدة المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ''ليس لدينا أي دليل يؤكد هذه المعلومات'' واكتفت بالقول ''أذكر فقط أن ما قام به الناتو هو تطبيق لائحة مجلس الأمن الدولي في حماية المدنيين من هجمات نظام القذافي''. وشددت على أن ''القصف الذي تشنه المنظمة العسكرية يستهدف فقط الأهداف العسكرية ويندرج في إطار اللائحة الأممية''. غير أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي كان منذ البداية ضد أي تدخل عسكري في ليبيا جدد موقف بلاه المعارض لعملية الحلف الأطلسي في هذا البلد وأكد أن ''روسيا تعتبر أن من بين الأولويات في الوقت الحالي هي المحافظة على وحدة ليبيا''. وأضاف ''لا نشارك في العملية العسكرية في ليبيا فيما يحاول عدد من الدول استتباب الأمن هناك بالوسائل العسكرية ولا نعتبر هذا صحيحا خاصة أن ليبيا لم تتفكك'' داعيا جميع الليبيين من المتمردين ومؤيدي القذافي إلى المحافظة على وحدة وطنهم''.