تحتضن مدينة الشلف في العشرين من الشهر الجاري، العرض المسرحي ''عقد الجوهر'' عن نص لامحمد بن قطاف وإخراج الثنائي جمال قرمي وزعفون قدور، يجسّد شخيصاتها أعضاء التعاونيات المسرحية لولاية الشلف وضواحيها. ''عقد الجوهر'' التي عرضت لأوّل مرة عام ,1984 عادت إلى الركح عام 2011 ضمن الفعاليات المسرحية لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، حيث سبق عرضها في تلمسان شهر جويلية الماضي، وجالت ببعض المدن الجزائرية كعين الدفلى والجزائر العاصمة. ويحمل محتوى النص قصة درامية، من خلال المعاناة اليومية لأهالي منطقة الأوراس في الجزائر، أثناء فترة الاستعمار الفرنسي، وهي ملحمة تختزل عقدا من الاحتلال والاستبداد تجّسدها شخصيتان تربطهما أقوى روابط الحب والوفاء، للأرض والوطن والتطلّع إلى الحرية. والعمل يتناول أيضا الحقبة الاستعمارية التي عرفتها الجزائر في الفترة ما بين ''1829-,''1945 حيث تمّ التركيز على أهمّ المحطّات البارزة فيها، إلى جانب التركيز على معاناة الشعب الجزائري في ظلّ الاستبداد الذي فرضه المستعمر الغاشم الذي حاول محو سيادة الجزائر، لكنّه لم يجد بالمقابل سوى شعب انتفض من أجل نيل حريته. كما تتطرّق المسرحية أيضا في قالب كلاسيكين إلى مشاركة الجزائريين في الحرب العالمية الثانية من الجانب الفرنسي في الصفوف الأولى من المعارك ضدّ النازية على أمل استرداد الأرض والحرية بعد القضاء عليها، والتي كانت من بين الأسباب التي عجلت باندلاع الثورة التحريرية التي استردت بها الجزائر حريتها من الاستعمار الغاشم. المسرحية تتوقّف عند المعاناة التي عاشها الشعب الجزائري إبان فترة الاستعمار، والامتيازات التي تتحصّل عليها فئة الخونة، وذلك من خلال قصة سعدية وساعد، العاشقان في فترة كان فيها لون الدم الأحمر هو الغالب في منطقة الأوراس، لكن همجية وبشاعة الاستعمار والمجازر العشوائية التي كانت ترتكب في كلّ مكان تثني من عزيمة العشيقين في عيش حياة جميلة مليئة بالتفاؤل في غد أفضل. إنتج المسرحية كان في شكل ورشات تكوينية جمعت 120 شاب متربص من خمس ولايات، يمثّلون 33 تعاونية أو جمعية مسرحية، تم تكوينهم لمدة 10 أيام بمعهد برج الكيفان ومعهد الموسيقى، وبعدها تم اختيار 15 متربصا، للمشركة في هذا العمل الدرامي.