أكد دبلوماسي أوروبي، أول أمس الاثنين بالجزائر العاصمة، أن الاتحاد الأوروبي مدعو إلى الاهتمام أكثر بالبلدان المجاورة للضفة الجنوبية للمتوسط من أجل تعزيز الحوار السياسي وتوفير مناخ ملائم لضمان اندماج اقتصادي أحسن. وأكد المدير العام لسياسة الجوار الأوروبية وشمال إفريقيا والشرق الأوسط من أجل العمل الخارجي، السيد هيوغس مينغاريلي، خلال ندوة نشطها بالجزائر حول موضوع ''البنية الأوروبية الجديدة في مجال السياسية الخارجية وانعكاساتها على الشراكة الأورو-متوسطية'' أنه ''ينبغي على الاتحاد الأوروبي التركيز أكثر على الحوار السياسي مع بلدان الجوار والاهتمام -لاسيما- بالتحولات الديمقراطية الجارية في هذه البلدان''. وسمحت هذه الندوة التي ينظمها المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة لهذا الدبلوماسي بإبراز الأولويات التي تتمحور حولها سياسة الجوار الأوروبية المراجعة والمجددة''، وفي هذا السياق، سجل المحاضر أن هذه البنية الجديدة ستسمح للاتحاد الأوروبي بإيلاء ''أهمية أكبر'' لشركائه الاستراتيجيين، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز الحوار السياسي والاندماج الاقتصادي والمبادلات التجارية والديمقراطية وحقوق الانسان والأمن ومكافحة الإجرام والهجرة وتنقل الأشخاص. وأعرب عن أمله في أن يكون الاتحاد الأوروبي ''حاضرا أكثر'' في تسيير وتسوية النزاعات الإقليمية لجعل المنطقة الأورو-متوسطية فضاء للأمن والاستقرار. ودعا السيد مينغاريلي -من جهة أخرى- إلى استحداث أدوات جديدة ضمن الاتحاد الأوروبي كفيلة بإشراك المجتمع المدني في تعزيز الحوار السياسي مع بلدان الجوار. ومن جهة أخرى؛ انتقد المدير العام لسياسية الجوار الأوروبية وشمال إفريقيا والشرق الأوسط من أجل العمل الخارجي، السيد هوغ مينغاريلي، سياسة الاتحاد الأوروبي إزاء النزاعات الإقليمية مشيرا إلى غيابه ''شبه التام''، لا سيما فيما يتعلق بمشكل الصحراء الغربية. وأكد أن ''الاتحاد الأوروبي كان متحفظا في مجال التدخل في النزاعات الإقليمية وغيابه شبه التام عن النزاع بالصحراء الغربية محل نقاش تماما كما هو الأمر بالنسبة للنزاع العربي الإسرائيليس. واعتبر أن الاتحاد الأوروبي ''بصفته قوة اقتصادية وبالنظر لمعرفته بحقيقة الأوضاع في دول الجوار لديه دور أكبر يجب أن يلعبه في مجال تسيير وحل النزاعات الإقليمية''. ومن خلال هذا ''الالتزام الفعلي'' بإمكان الاتحاد الأوروبي تحفيز بروز فضاء أورو-متوسطي للسلام والأمن والاستقرار. يذكر أن وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي، استقبل أول أمس الاثنين، السيد هيوغس مينغاريلي المدير العام لسياسة الجوار الأوروبية وشمال إفريقيا والشرق الأوسط من أجل العمل الخارجي الذي يتواجد بالجزائر العاصمة في إطار الدورة الأولى للجنة الفرعية للحوار السياسي والأمن وحقوق الإنسان التي تعد أحد إطارات الهندسة المؤسساتية للعلاقات الجزائرية-الأوروبية. كما تمت الإشارة الى أن هذه اللجنة الفرعية تسمح كذلك ''بتبادل وجهات النظر حول كافة المسائل الخاصة بالعلاقات الجزائرية الأوروبية والوضع الإقليمي والدولي وكذا وضع الأمن وحقوق الإنسان في الجزائر وأوروبا''. ويشكل هذا اللقاء الذي يندرج في إطار مجلس الشراكة الذي يعقد سنويا فرصة للتطرق إلى ندوة الجزائر الدولية حول الإرهاب.