وضع، أمس، رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ببلدية المحمدية بالعاصمة، حجر الأساس لبناء جامع الجزائر وإعطاء إشارة انطلاق أضخم مشروع يمثل معلماً دينياً وصرحاً علميا وفنياً يجمع بين الأصالة والعصرنة ويبرز الثقافة الإسلامية بكل أبعادها، ويصنع بوسط خليج الجزائر العاصمة حركية جديدة تفرض إعادة هيكلة مختلف شبكات الطرق والمنشآت الفنية الكبرى، ويكون تحفة فريدة من نوعها تضم أطول منارة في العالم بارتفاع يناهز 300 متر. وقد حضر مراسيم وضع حجر الأساس وزيرا الشؤون الدينية والداخلية ووفد من ممثلي مكتب الدراسات وشركة الإنجاز الصينية وهي ''تشاينا ستايت كونستراكشن''، حيث قام مدير وكالة إنجاز جامع الجزائر وتسييره السيد محمد علوي بتقديم عرض شريط وثائقي قصير حول المشروع مع تصوير ثلاثي الأبعاد لجامع الجزائر تطرق فيه إلى مراحل إنجاز المشروع، موضحا الدوافع التي أدت إلى اختيار الوعاء العقاري والبنايات التي تشكله فضلا عن جوانبه البيئية والأمنية. وفي هذا الصدد، أوضح مدير الوكالة المذكورة أن اللجنة المكلفة باختيار الشركة التي ستشرف على إنجاز هذا المشروع اختارت بكل شفافية الشركة الصينية التي تتمتع بصيت دولي واسع، وتتكون اللجنة من خبراء جزائريين ممثلين عن العديد من المؤسسات الناشطة في مجال البناء، مشيراً إلى وجود مؤرخين ومهندسين معماريين ومختصين في الفن الإسلامي، حيث تفوق صفقة الإنجاز 109 مليار دينار، بما يعادل 363,1 مليار دولار، وحددت مدة الإنجاز ب48 شهرا، وفي هذا السياق، لم يخفِ السيد علوي أن المفاوضات ستجري حول تقليص التكلفة والمدة، ولكن دون الإخلال بجودة الإنجاز، وذلك بحثاً عن المتطلبات الأساسية: ''أحسن تكلفة، أقل مدة وأجود نوعية''. وتراهن الجزائر من خلال هذا الإنجاز الضخم الذي يحمل أكثر من دلالة على توفير صرح علمي يتوسط خليج العاصمة ويطل على الشاطئ، حيث سيزود بممرين علويين يمكنان رواد الجامع من الوصول إلى شاطىء البحر، وسيغير هذا المشروع -حسب مسؤول وكالة الإنجاز والتسيير- شبكة الطرقات وحركة المرور. ويتكون جامع الجزائر من 12 بناية مستقلة على أرضية تقدر بحوالي 20 هكتاراً، حيث يتكون المسجد من قاعة للصلاة تقدر قدرة استيعابها ب120 ألف مصلٍّ ودار للقرآن تتسع ل300 مقعد بيداغوجي لفائدة الطلبة في مرحلة ما بعد التدرج، فضلاً عن مركز ثقافي إسلامي ومكتبة تضم 2000 مقعد وتتوفر على مليون كتاب وقاعة محاضرات ومتحف للفن والتاريخ الإسلامي ومركز للأبحاث حول تاريخ الجزائر، كما يضم هذا المشروع الكبير قاعات مزودة بوسائل متعددة الوسائط وعمارات إدارية وموقفا للسيارات يتسع ل6000 سيارة ومساحات خضراء ومحلات تجارية، علماً أن توكيل دراسة المشروع الذي تم في جانفي 2008 فاز به مجمع ألماني يتمتع بالخبرة والكفاءة المطلوبتين وكانت أشغال تهيئة الموقع المخصص لإنجاز هذا المبنى قد انطلقت في أكتوبر .2008 وقد تم تنظيم ملتقيين في فيفري وجوان 2009 تمهيدا لإنجاز هذا المشروع الكبير الذي يرمز إلى الجزائر المستقلة ويمثل معلما حضاريا ودينيا وثقافيا وتمحور الأول حول أنظمة العزل المضادة للزلازل ومباشرة تفكير حول التقنية الملائمة للبناء التي يجب اعتمادها لإنجاز جامع الجزائر، فيما تطرق الملتقى الثاني إلى موضوع ديمومة مواد البناء التي سيتم استعمالها في إنجاز هذا المشروع، حيث رافع الخبراء من أجل استعمال مواد دائمة، لاسيما الفولاذ والخرسانة المتراصة. وتفيد المعلومات أن مشروع الجامع الكبير الذي سيكون له بعد سياحي واقتصادي سيساهم أيضاً في توفير مناصب شغل ل1530 عاملاً منهم 150 إطاراً سامياً و460 إطارا متوسطا، فضلا عن 2800 معلم و540 عاملاً آخر.