تعرض مقر صحيفة ''تشارلي ابدو'' الهزلية الفرنسية، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، لحريق مفتعل بعدما قررت إصدار رسم كاريكاتوري للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في صفحتها الأولى في عدد خاص ليوم الأربعاء، حسبما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية. وكانت الجريدة قد قررت جعل من النبي صلى الله عليه وسلم ''رئيس تحريرها'' في عددها الخاص ليوم الأربعاء، وإصدار رسم كاريكاتوري له في صفحتها الأولى احتفاء بفوز حزب النهضة الإسلامي في الانتخابات التونسية والإعلان أن الشريعة ستكون مصدر التشريع في ليبيا. وأفاد مصدر من الشرطة أن الحريق شب في حدود الواحدة صباحا، مشيرا إلى إلقاء زجاجات مولوتوف، حيث أدى ذلك إلى تدمير الطابق الأرضي والأول من البناية. وصرح مدير صحيفة ''تشارلي ابدو'' أن الحريق مرتبط بشكل مباشر بذلك العدد، مشيرا إلى أنه صدر في الأكشاك رغما عن ذلك. وفي تصريح له لإذاعة ''أوربا ''1 أشار المتحدث إلى أن الجريدة من خلال هذا العدد أرادت معالجة الأحداث في تونس وليبيا بطريقة فكاهية مثلما اعتادت عليه وقال بسخرية إن الجريدة لم تصدر أي رسم للنبي عليه الصلاة والسلام مرتديا عمامة بشكل قنبلة في تلميح إلى الرسم الكاريكاتوري الذي أثار غضب عدد من المسلمين في العالم في 2005 بعد صدوره في جريدة دانمركية. وكانت الجريدة قد تلقت الكثير من الشتائم والاحتجاجات، حيث صدرت يوم الإثنين تعليقات على مواقع تويتر وفايسبوك أعرب خلالها الكثيرون عن اسيتائهم وسخطهم، كما تعرضت صفحة الموقع الرئيسي للجريدة للقرصنة وتم استبدالها بصورة لمسجد المدينةالمنورة في فترة الحج وعليها عبارة:''لا إله الا الله''. يذكر أن صحيفة ''تشارلي ابدو'' كانت قد تعرضت في 2006 إلى تهديدات عقب إصدار جرائد دانماركية مجموعة من الرسومات الكاريكاتورية التي أثارت احتجاج المسلمين في العالم، حيث تمت مقاطعة المنتوجات الدانمركية، ليكون رد الجرائد الأروبية، لاسيما ''تشارلي ابدو'' بإصدار رسوم كاريكاتورية متذرعة باسم حرية الصحافة، وتتحول المسألة إلى قضية عالمية في احتجاجات عنيفة واعتداءات على سفارات عدد من الدول في دمشق وبيروت وطهران واندونيسيا والصومال، ردا على هذه الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم.