سيلتقي وفد من رجال الأعمال ورؤساء المؤسسات الاقتصادية بنظرائهم البولونيين يوم الأحد المقبل بالجزائر لبحث سبل التعاون المشترك وكيفية ترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وآليات دعمها في خطوة لتطوير هذه المؤسسات بالجزائر، لتنويع الاقتصاد الوطني والإنتاج المحلي بالاعتماد على التجربة البولونية الرائدة في هذا المجال، كون هذه المؤسسات تلعب دورا مهما في الاقتصاد البولوني. وسيشارك وفد المتعاملين الاقتصاديين وممثلي المؤسسات الاقتصادية البولونية الناشطة في عدة مجالات أهمها مجالات البناء والصناعة في هذا اللقاء الذي تنظمه الوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية ''ألجاكس'' بمقرها بالتنسيق مع سفارة بولونيابالجزائر، والذي سيتناول موضوع ترقية ومساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالاعتماد على النموذج المطبق في بولونيا. وسيكون اللقاء، حسبما أكدته الوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية فرصة للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين في مجالي البناء والصناعة للتقرب من نظرائهم البولونيين قصد اكتساب معارف جديدة والاستفادة من الخبرة الأجنبية. علما أن بولونيا تعد من الدول الأوروبية التي أكدت نجاحها في هذا الميدان وتعتمد بدرجة كبيرة على مؤسساتها الصغيرة والمتوسطة لتنويع الاقتصاد. وكانت الجزائر قد اتفقت مع بولونيا منذ ثلاثة أشهر على تحيين الإطار القانوني المسير للتعاون الثنائي خاصة في قطاعات الفلاحة، السكن، الحديد والصلب، الصناعة الصيدلانية، وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، إضافة إلى إنشاء مجلس لرجال الأعمال بهدف تعزيز علاقات الشراكة بين البلدين في شتى المجالات الاقتصادية والتجارية خاصة ما تعلق بدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يمكن أن تلعب دورا مهما في ترقية التجارة الخارجية وتطوير الصادرات بين البلدين. علما أن المبادلات التجارية بين البلدين بلغت 378 مليون دولار سنة .2009 وكان الميزان التجاري بين الطرفين إلى غاية سنة 2008 يميل إلى صالح بولونيا إلا أن الجزائر تمكنت من تعديله سنة 2009 من خلال رفع صادراتها إلى 165 مليون دولار بفضل زيادة منتوجات المحروقات. وتتمثل صادرات بولونيا نحو الجزائر في مسحوق الحليب الذي يشكل حوالي 20 بالمائة من الرقم الاجمالي لصادراتها، التجهيزات الصناعية، السيارات، والمواد التجميلية والكيميائية فيما تصدر الجزائر إلى بولونيا النفط ومشتقاته. وتبدي العديد من المؤسسات الطاقوية البولونية اهتمامها بالاستثمار في الجزائر منها الشركة البولونية للنفط والغاز التي تنوي فتح ممثلية دائمة لها في الجزائر. وسيكون اللقاء الذي سيجمع المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والبولونيين فرصة للحديث عن مختلف الإصلاحات الاقتصادية في الجزائر خاصة ما يتعلق باستراتيجية الاستثمار للمخطط الخماسي الممتد إلى غاية سنة 2014 في الوقت الذي يعرب فيه عدد من رؤساء المؤسسات البولونيين عن اهتمامهم بالجزائر في مختلف المجالات. ويأتي ذلك تزامنا مع عدة تسهيلات تقدمها حكومتا البلدين منها إبرام اتفاق حول النقل الجوي لتسهيل تنقلات رجال الأعمال، وإنشاء لجنة مشتركة ثنائية لتطوير العلاقات الثنائية ودعم التعاون خاصة خلال هذه الفترة التي تترأس فيها بولونيا الاتحاد الأوروبي منذ شهر جويلية الماضي. كما تحضر الجزائروبولونيا لتعاون ثري سيسمح بتدعيم القطاع الفلاحي، إذ يرتقب إيفاد العديد من الخبراء والأخصائيين للمساهمة في تطوير زراعة عدد من المحاصيل في الجزائر، ونقل المعارف البولونية في هذا المجال ومجال تسيير المزارع. في الوقت الذي شرع فيه البلدان في تطوير التعاون في مجال إنتاج الحليب، وتسويق المنتوج البولوني. وأكدت بولونيا التي تترأس الاتحاد الأوروبي مؤخرا استعدادها لدعم المطالب الجزائرية المشروعة في إطار المفاوضات الخاصة بتمديد رزنامة التفكيك الجمركي، كما صرح به سفيرها بالجزائر في مناسبة سابقة، مشددا على ضرورة صياغة إطار تفاهم بين الطرفين الجزائري والأوروبي، يتم من خلاله تقديم تنازلات من الجانبين خاصة ما تعلق بالانفتاح وعدم الانغلاق، ''إذ لا يمكن مثلا الإبقاء على غلق المنظومة المالية والبنكية والانفتاح على قطاع الفلاحة، أي الانحصار على قطاعات وترك أخرى'' على حد قوله.