تسجل الجزائر سنويا 40 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان، منها 3500 تخص سرطان الرئة الذي يعد التدخين السبب الرئيسي له، ولأن 80 بالمائة من الحالات تصل إلى المستشفى في حالة متأخرة من المرض، فإن العلاج الكيماوي يعد الملجأ الوحيد لها. ذلك ما أوضحه الدكتور عدة بونجار الأستاذ المساعد في علم الأورام الطبية بمركز مكافحة السرطان في البليدة، أمس على هامش اليوم الدراسي المنظم بالجزائر حول سرطان الرئة من طرف رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان والجمعية الجزائرية للأورام الطبية. واعتبر المتحدث أن غياب برنامج وطني للوقاية من هذا المرض يعد السبب وراء تفشيه وكذا عدم اكتشافه في المراحل المتقدمة، لأن مثل هذه البرامج هي الكفيلة بتوفير الإمكانيات للكشف المبكر، وبالتالي إمكانية استخدام الجراحة بدل العلاج الكيماوي. في السياق؛ كشف لنا عن تقديم طلب لوزارة الصحة والسكان من أجل تفعيل قانون منع التدخين في الأماكن العمومية، سعيا للحد من سرطان الرئة باعتبار أن التدخين يعد السبب الرئيسي والمباشر للإصابة به وبأنواع أخرى من السرطانات كذلك. من جانب آخر؛ اعترف ذات المصدر باستمرار مشكل العلاج بالأشعة على مستوى مركز البليدة على غرار المراكز الأخرى لمكافحة السرطان وعلى رأسها مركز بيار وماري كوري الذي يشهد ضغطا كبيرا، مشيرا إلى أن مشكلة العلاج الكيماوي تطرح بأقل حدة.وحضر اللقاء وزير الصحة والسكان السيد جمال ولد عباس الذي قدم بالمناسبة عرضا عن الوضع العام لمرض السرطان في الجزائر وكذا المجهودات التي تبذلها الحكومة لتوفير مراكز العلاج. في هذا السياق شدد على أن العلاج لايتم فقط عن طريق العلاج الكيماوي أو العلاج بالأشعة، مذكرا بكل المراحل التي يمر عبرها المريض بدءا بإجراء التحاليل والأشعة العادية، مرورا بالتشخيص والفحوصات والجراحة وصولا إلى المرافقة النفسية والتكفل مابعد العلاج. وذكر بوضع الجزائر لمخطط وطني جديد لمكافحة السرطان خصص له بموجب قانون المالية 2012 ولأول مرة صندوق خاص به 35 مليار دج. كما كشف عن ارتفاع عدد مراكز مكافحة السرطان في الجزائر إلى 13 في غضون سنة 2012 وإلى 22 مركزا في آفاق .2014 وأشار إلى وجود 180 وحدة للعلاج عبر كامل التراب الوطني، مشيرا إلى انه نظرا للضغط الكبير الذي يعيشه مركز بيار وماري كوري بالعاصمة، تم اقتراح فتح وحدتين للعلاج اليومي واحدة في بوزريعة والثانية في رويبة، في انتظار فتح ثالثة في شارع حسيبة بن بوعلي. وتحدث كذلك عن توفير 72 خلية لاستقبال وتوجيه ومرافقة المصابين بالسرطان تحت إشراف أطباء عامين وممرضين وأخصائيين نفسانيين. من جانب آخر؛ قال ولد عباس إن وفد منظمة الصحة العالمية ووكالة الطاقة الذرية الذي زار الجزائر مؤخرا، أبدى رضاه في رسالة بعث بها منذ يومين عن المجهودات المبذولة لمكافحة السرطان ببلادنا، ووافق على مرافقة الجزائر لاحتضان معهد إفريقي لمكافحة السرطان. يذكر أن اليوم الدراسي عرف تدخل العديد من الاخصائيين في هذا المجال من الجزائر وبلدان أخرى كالأردن ومصر وروسيا وفرنسا وإيطاليا، قدموا عروضا وشروحات حول كل الجوانب المتعلقة بسرطان الرئة في العالم.