تتواصل مساعي مسؤولي جامعة التكوين المتواصل لإيجاد حل في أقرب الآجال لمشكل عدم توفر قاعات التدريس، والذي تأخر بموجبه حوالي 400 طالب مسجل في فرع جامعة التكوين المتواصل بالجامعة المركزية (العاصمة) عن موعد الالتحاق بمقاعد الدراسة في الفترة المسائية، حسب ما كشفه نائب الرئيس للدراسات والبيداغوجية بجامعة التكوين المتواصل عبد القادر ناصري. وأوضح السيد عبد القادر ناصري ل''المساء''، خلال لقاء بمقر جامعة التكوين المتواصل أنّ هذا المشكل الذي تواجهه هذه المؤسسة لأول مرة مرتبط بارتفاع عدد الطلبة الذين استقبلتهم الجامعات الجزائرية خلال هذه السنة، إثر تطبيق نظام ''أل.أم .دي'' الجديد، لاسيما على مستوى العاصمة التي تعرف اكتظاظا كبيرا نظرا لتوافد الطلبة عليها من مختلف ولايات الوطن، لافتا النظر إلى أن هذا المشكل الخارج عن إرادة جامعة التكوين المتواصل اعترض طلبة الجامعة المركزية فقط، في الوقت الذي انطلقت فيه دروس باقي طلبة التكوين المتواصل في مختلف الجامعات الأخرى. وجاء في معرض حديث نائب الرئيس للدراسات والبيداغوجية بجامعة التكوين المتواصل، أنّ تطبيق المعايير الدولية لنظام ال ''أل.أم.دي'' في الجامعات الجزائرية خلق مشكل عدم توفر قاعات لتدريس طلبة فرع جامعة التكوين المتواصل بالجامعة المركزية، ذلك أنّ هذا النظام الجديد يفرض أن لا يفوق عدد الطلبة في القاعات 25 طالبا، لتجسيد هدف تقريب الأستاذ من الطالب وتمكينه من أداء دوره الرقابي، الأمر الذي لا يسمح بإخلاء القاعات لفائدة طلبة جامعة التكوين المتواصل في حدود الساعة الخامسة مساء، كما كان الحال عليه في سنوات النظام الكلاسيكي. وتبعا لتصريحات المصدر، فإنّ الاجتماعات المتعلقة بهذه المسألة مازالت جارية بين كل من جامعة التكوين المتواصل وجامعة الجزائر، أملا في إيجاد صيغة تخول استغلال مخابر الجامعة المركزية لتدريس الطلبة الذين ينتظرون مباشرة الدروس منذ منتصف شهر أكتوبر المنصرم. وطمأن السيد ناصري الطلبة بأنّه في حال التوصل إلى حل، فإنّه يمكن استدراك الدروس بسهولة، باعتبار أنّ جامعة التكوين المتواصل تسير وفق نظام السنة البيداغوجية، وليس وفقا لنظام السنة الجامعية. والجدير بالذكر أنّ جامعة التكوين المتواصل تلقى إقبالا ملحوظا، لاسيما على التخصصات المتعلقة بالفروع القانونية، الفروع الاقتصادية وعلوم التسيير وفروع اللغات التقنية، نظرا لأهميتها في تقديم دروس مسائية تتوافق مع الأوقات القانونية للموظف، وتمنح شهادات عليا، حيث بلغ عدد الطلبة المسجلين على المستوى الوطني للتعلم عن بعد هذه السنة حوالي25 ألف طالب مقابل 22 ألف طالب في طور التدرج (التدريس حضوريا)، في مقابل 34 ألف طالب مسجلين في طور ما قبل التدرج (تحضيري)، بحسب نائب الرئيس للدراسات والبيداغوجية بجامعة التكوين المتواصل. للإشارة، نذكر أن جامعة التكوين المتواصل مؤسسة عمومية ذات طابع إداري، أُنشِئت بموجب المرسوم التنفيذي 90 /149 المؤرخ في 26 ماي 1990وتعمل تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهي تضم 52 مركزا للتكوين المتواصل على المستوى الوطني. علما أنّها تقترح تكوينات مكللة بشهادة جامعية تتطابق مع احتياجات سوق العمل. وقد شهدت استحداث فرعي الإعلام الآلي للتسيير وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في اطار الشراكة مع المؤسسات والجامعات الأجنبية.