تشهد مخيمات اللاجئين الصحراويين في الفترة الحالية وصول العديد من الوفود الأجنبية المتضامنة مع القضية الصحراوية للتعبير عن دعمها المتواصل لكفاح شعب الصحراء الغربية من أجل ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره. وأكدت مصادر صحراوية توقع بلوغ عدد الزائرين الأجانب إلى المخيمات خلال الشهر الجاري ألف زائر في ضربة قوية للمزاعم المغربية الرامية إلى تشويه صورة الصحراويين المتواجدين في المخيمات بالزعم أنهم على علاقة ببعض المنظمات الإرهابية. ونقلت ثلاث طائرات تضم عائلات من إقليم الباسك وكاتالونيا وفالسينيا وكاستيا لامانتشا وفودا عن مختلف البلديات المساندة للقضية الصحراوية ومنظمات وجمعيات صداقة مع الشعب الصحراوي إلى المخيمات في اليومين الماضيين، فيما يستمر توافد البقية على المخيمات والمناطق المحررة إلى غاية 12 ديسمبر الجاري. وكان من بين الوفود وفد يضم عمداء الجامعات الإسبانية المستقلة الذي حل بمخيمات اللاجئين في زيارة عمل تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك بين الجامعات الاسبانية والحكومة الصحراوية. وفي هذا السياق؛ قال رئيس الوفد الاسباني خوسي ماريا إن هذه الزيارة ''تأتي في إطار المشروع المشترك والمتواصل منذ سنوات بين الجامعات الاسبانية المستقلة والحكومة الصحراوية والذي انطلق عام .''2006 من جانبه؛ أكد الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر أن هذه الزيارة تشكل ''مرحلة أخرى من العلاقات الوثيقة بين الجامعة الاسبانية المستقلة والمؤسسات التعليمية الصحراوية''. كما أضاف أنها تهدف أيضا إلى ''الالتزام بالعمل التحسيسي للقضية الصحراوية ووضع النواة الأساسية لبناء جامعة صحراوية وكذلك المساهمة في إنشاء معهد لتكوين الأساتذة الصحراويين''. وأكد حبيب الله محمد الكوري المدير الوطني للتشريفات أن ''تزايد عدد الزوار الأجانب يعد ''تعبيرا عن تضامنهم اللامحدود مع القضية الصحراوية ومع شعب الصحراء الغربية الذي يعاني ويلات اللجوء والحرمان منذ أزيد من ثلاثة عقود من الزمن'' بسبب استمرار الاحتلال المغربي لأرضه. وفي هذا السياق؛ أكد المسؤول الصحراوي أن ''أصدقاء الشعب الصحراوي أصبحوا أكثر قناعة من ذي قبل بضرورة زيارة مخيمات اللاجئين وذلك ردا على المزاعم والدعاية'' التي تروجها الوسائط الإعلامية المغربية في التشكيك حيال أمن المخيمات. وهو التشكيك الذي خلفته عملية اختطاف ثلاثة متعاونين إنسانيين أوروبيين أواخر شهر أكتوبر الماضي بمخيمات اللاجئين، وسعت الدعاية المغربية المغرضة إلى استخدامه لصالحها خدمة لمزاعمها وأطروحاتها الواهية. ولكن ذلك لم يمنع المتضامنين مع الشعب الصحراوي والمؤمنين بعدالة قضيته من مواصلة دعمهم وزيارة مخيمات اللجوء. وهو ما جعل وزير التعاون الصحراوي السالك بابا حسنة يطمئن الخارجية الاسبانية بأن كل الاحتياطات والتدابير الأمنية قد اتخذت للسهر على حماية وأمن الأجانب أثناء تواجدهم بين ظهراني الشعب الصحراوي. وكانت الخارجية الاسبانية قد حذرت مؤخرا من زيارة مخيمات اللاجئين في هذه الآونة على خلفية عملية الاختطاف التي مست اثنين من رعاياها في المنطقة.