فقدت الجزائر، يوم 21 أكتوبر الفارط، أحد أبرز مفجري الثورة التحريرية بالمهجر وعضو بارز في فيدرالية التحرير بفرنسا وهو المجاهد سعيد قاوة الذي وفاته المنية بعد مرض عضال وهو الذي لا يزال يحمل آثار شظايا المتفجرات التي كان يستعملها في تنفيذ هجماته على مواقع العدو في عقر داره، ويعد المجاهد الفقيد من بين الناجين القلائل من أروقة الموت بسجون الاستعمار بعد أن حكم عليه بالإعدام. تستذكر عائلة قاوة بكل فخر واعتزاز بطولات الفقيد الذي أفنى شبابه في خدمة قضية سامية آمن بها رفقة ثلة من أصحابه الذين قرروا طرد الاستعمار الفرنسي الغاشم من أرض الوطن، ففضلوا لغة السلاح للقضاء على الغطرسة الاستعمارية وبذلوا الغالي والنفيس وضربوا أروع البطولات التي سجلها التاريخ، وهو المجاهد الذي ترك الحياة بعد صراع طويل مع المرض.وحسب شهادة عائلة الفقيد ورفقاء الدرب فقد ترك المجاهد تاريخا حافلا بالبطولات وهو الذي نجا من موت محقق بعد الحكم عليه بالإعدام ووضع ضمن قائمة المسجونين برواق الموت، لكن الحظ كان حليفه ليعيش فرحة الاستقلال، وعرفانا بما قدمه للقضية الجزائرية قدمت له الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدم شهادة تقدير وعرفان أياما فقط قبل رحيله إلى جوار ربه. كما عرف الفقيد بشجاعته الكبيرة في الكفاح المسلح، وهو الذي كان من بين أحد أبرز أعضاء مجموعة ال11 المتخصصة في التخريب بفرنسا شارك في إعداد وتنفيذ عدة عمليات في مواقع حساسة بالعاصمة الفرنسية باريس محدثا العديد من الخسائر في صفوف العدو، علما أن المجاهد الفقيد كان قد انتقل إلى فرنسا بغرض العمل وإعانة والديه، لكن ذلك لم يمنعه من الانخراط في صفوف مجاهدي جبهة التحرير ليصبح عضوا بارزا في فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا وأوكلت له العديد من المهام التي أداها بكل تفان وشجاعة مما أكسبه تقدير واحترام قادته ورفقاء الدرب. وقد ورد اسم المجاهد في الكتاب التاريخي لرئيس فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا السيد علي هارون تحت عنوان ''حرب التحرير من 1954 إلى ''1962 واعتبر المرحوم من بين أبرز المجاهدين الأبطال الذين أمضوا وقتا طويلا في ما اصطلح على تسميته ''بأوروقة الموت'' في غياهب السجون الفرنسية لكن إرادة الله جعلته ينجو من المقصلة الفرنسية رغم الحكم عليه بالإعدام. وحسب أهل الفقيد فقد كان فخورا جدا بتاريخه النضالي الذي خرج منه بتذكار خاص أخذه معه إلى قبره وهي شظايا من إحدى المتفجرات التي كان يستعملها في عملياته الفيدائية، وهي العملية التي نجا منها بأعجوبه لكنه وقع رهن الاعتقال وحتى وهو في السجن لم يشك يوما في نجاح القضية التي كافح من أجلها وهي استقلال الوطن، فلم تهزمه غطرسة الشرطة الاستعمارية ولا التعذيب الذي سلط عليه وهو في السجن بل كان يفتخر في كل مرة بإنجازاته إلى أن فارقته الحياة عشية الاحتفالات بالذكرى ال57 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة.