كانت أقلام والده تجذبه وتدفعه ليرسم خطوطا على حسب ما تمليه له أفكاره، بل كان في أحيان أخرى يعبر عن مكنوناته بالطباشير مقلدا شقيقه الأكبر الذي يهوى الرسم أيضا.. وبخطوط الأقلام والطباشير، استطاع أن يكون حرفيا فنانا يجوب بمخيلته عبر الطين والزجاج وخطاطا يصور بأنامله إبداعات الخط العربي. قدم من عين الدفلى نحو العاصمة، حيث عرض لوحاته الزجاجية التي اكتست في معظمها حلة الطبيعة.. من ظلمة غروب الشمس إلى إشراقة ألوان الزهور والورود، تنوعت رسوماته التي دعت زوار الصالون الوطني للخزف الفني وصناعة الزجاج، المنظم مؤخرا من طرف وزارة السياحة والصناعة التقليدية برياض الفتح إلى الفرجة التي تمتع الأنظار بسحر محيط طبيعي. يصرح هذا الحرفي الفنان ليوضح بأنّه أحب هذا الفن الذي ترعرع معه، فتراءى له أن يلتحق بدار الشباب بعين الدفلى خلال فترة المراهقة، ليجد مجالا واسعا لممارسة أشغال تنبض بالفن.. وبهذا المقر بالتحديد لم تمر موهبته مرور الكرام على مديرة الدار التي زودته بمختلف المواد اللازمة والتجهيزات، ليمضي قدما في ميدان كان من اختيار القدر. في سن ال ,16 رسم أوّل لوحة فنية منطلقا من مشهد طبيعي، ومن ثم شارك في معرض نظمته دار الشباب.. وسرعان ما خطفت الأنظار، نالت الإعجاب، فتم تقديمها كهدية. استمرت إبداعات ريشته بإنتاج عدة لوحات فنية، ومن اللوحات انتقل إلى الطين ليفجر المزيد من طاقاته الإبداعية.. ومنه كان لابد أن يعرض عصارة فكره الفنية على الغير، فقام بكراء محل، ولحسن الحظ استفاد لاحقا من برنامج 100 محل في كل بلدية، والذي خول له العمل في محل خاص به يجنبه تكاليف الكراء التي كانت تنسف أرباحه وتسبب له ضائقات مالية. بالتحدي قطع مشواره الفني المحفوف بظروف مالية صعبة وأوضاع أمنية متدهورة خلال العشرية الحمراء.. وشيئا فشيئا، أخذت العقبات تزول، حيث نزل الغيث بعد الجفاف، إذ تحسنت أوضاعه المالية بما يكفل له العمل في جوّ الاستقرار المفتقد من قبل، مما يساعده على تطوير قدراته التي تحول الطين والزجاج إلى قطع فنية. وعن المعارض، يذكر بأنّها تشكل فرصة لتصريف نسبة معتبرة من بضاعته، لاسيما وأنّه يلقى إقبالا ملحوظا من جمهور ذواق يعشق الخزف والزجاجيات.. وتبقى أمنيته الوحيدة هي أن تلتزم غرفة الصناعة التقليدية بعين الدفلى، بتطبيق برنامج وزارة السياحة والصناعة التقليدية القاضي بتكوين وتأطير الحرفيين، أملا في تطوير خبراته والوصول إلى ذروة الإبداع الفني-.