ثمن الرئيس الصحراوي، السيد محمد عبد العزيز، أول أمس، الموقف الجزائري التاريخي والمشرف في دعم القضية الصحراوية ونصرة الشعب الصحراوي في تقرير مصيره لنيل الحرية والاستقلال، مؤكدا استمرار الكفاح بشتى الوسائل والطرق من أجل تقرير المصير. وقال الرئيس عبد العزيز على هامش افتتاح أشغال المؤتمر ال 13 للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ''البوليزاريو'' بمنطقة تيفاريتي بالأراضي المحررة بعد عرضه للتقرير الأدبي للأمانة الوطنية، أن ثبات الصحراويين على مبدأ الكفاح من أجل الاستقلال يعود لموقف الجزائر الراسخ تجاه القضية بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، لاسيما من خلال مد يد العون والمساندة للشعب الصحراوي في كفاحه المرير منذ الغزو المغربي للأراضي الصحراوية سنة .1975 وأكد أن الجزائر ستبقى منارة كفاح الشعوب من أجل الحرية والكرامة باعتباره بلد المواقف المبدئية تجاه القانون والعدالة وتطبيق مقتضيات الشرعية الدولية وتصفية الاستعمار وتقرير المصير. كما أثنى الرئيس الصحراوي على مواقف دول إفريقية أخرى وفي مقدمتها موريتانيا التي تبنت كفاح الشعب الصحراوي منذ البداية ودون تردد، إلى جانب كل مكونات الحركة التضامنية عبر العالم وإصرارها على رفض مظاهر الظلم والاحتلال. من جهة أخرى؛ أكد الامين العام لجبهة البوليزاريو استمرار كفاح الصحراويين على مختلف الأصعدة لغاية تقرير المصير ونيل الاستقلال، موضحا أن انتفاضة الاستقلال وأحداث العيون في مخيمات ''أكديم ايزيك'' وإضراب المعتقلين الصحراويين عن الطعام بالسجون المغربية أكدت على العزم المتواصل لاستمرار الكفاح على مستوى مختلف الجبهات والمستويات الوطنية والخارجية إلى غاية تحقيق النصر. وانتقد المسؤول الصحراوي - بالمناسبة - الإصلاحات التي أدرجها نظام المخزن على الحياة السياسية المغربية لاسيما فيما يتعلق بتعديل الدستور، معتبرا ذلك حجة لمواصلة إحكام سيطرته على الأراضي الصحراوية وجعلها مشجبا تعلق عليه الآمال والطموحات المغربية الزائفة. وبخصوص قضية استئناف المفاوضات الثنائية بين جبهة البوليزاريو والمغرب حول تنظيم استفتاء تقرير المصير، قال الرئيس عبد العزيز''إن الشعب الصحراوي سيرفع من حدة نضاله السياسي في حالة عدم تدخل الأممالمتحدة ل''إذابة الجليد'' على مسار هده المفاوضات التي لايزال الطرف المغربي الذي يلعب فيها دور المعرقل''. وأكد المتحدث بلهجة شديدة أنه يتعين على الأممالمتحدة الضغط على المغرب لاستئناف المفاوضات في جولتها الثانية عشرة بشكل يسمح بفرض المقترحات الصحراوية القائمة أساسا على مبدأ الاستفتاء لتقرير المصير وفق ما اشترطه مجلس الأمن. ويذكر أن المفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمغرب توقفت شهر جويلية الماضي بسبب مماطلة المغرب في القضية سعيا منه لكسب الوقت باعتباره على وشك كسب عضويته في مجلس الأمن الدولي المقرر بداية من الفاتح جانفي القادم. كما شهد المؤتمر تقديم مداخلات من عدة مندوبين لدول إفريقية وأوروبية ركزت حول ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير. من جهته؛ قال السيد خاطري الدوح، رئيس البرلمان الصحراوي ورئيس لجنة تحضير المؤتمر، إن هذا الأخير ينعقد في سياق خاص يميزه تقدم في كفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير المصير والاستقلال، وقال: ''إننا لاحظنا خلال السنوات الأخيرة تنام في كفاح المواطنين الصحراويين داخل الأراضي المحتلة أمام عجز سلطات الاحتلال المغربي على منع الاتصال بين الصحراويين ومنعهم من الخروج من الأراضي المحتلة''. وذكر - على سبيل المثال - بالأحداث العنيفة التي شهدها مخيم الحرية أقديم إيزيك منذ أزيد من سنة وتوقيف عشرات المناضلين الصحراويين من أجل حقوق الإنسان منذ أزيد من شهر، واعتبر أن الأمر يتعلق بمحطة نوعية في كفاح الشعب الصحراوي و''مؤشرا على نهاية السياسة التوسعية للمغرب''، وقال إن ''هذا المؤتمر ينعقد في ظروف إقليمية خاصة يميزها توافق حول ضرورة احترام إرادة الشعوب في التعبير بحرية عن حقهم في تقرير المصير''. وأشار رئيس البرلمان الصحراوي إلى أن السياق الدولي الحالي يشكل مؤشرا يحفز على فكرة العولمة في كفاح الشعوب ضد الديكتاتوريات والاستبداد''، مضيفا أنه ''لا يمكن استمرار الاحتلال المغربي للصحراء الغربية''. مبعوث ''المساء'' إلى منطقة تيفاريتي المحررة: مولود أجاوت