أجرى وفد جامعة الدول العربية الذي حل بالعاصمة السورية دمشق الخميس الأخير محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم وصفتها السلطات السورية ب''الايجابية''. وجاء هذا الاجتماع غداة التفجيرين الانتحاريين اللذين هزا العاصمة السورية أول أمس وأسفرا عن سقوط ما لا يقل عن 44 قتيلا وإصابة 150 آخرين في سابقة هي الاولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة السورية منتصف شهر مارس الماضي. وكان سمير اليزل مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي يترأس الوفد العربي المكلف بتحضير الأجواء لمجيء بعثة الملاحظين العرب زار مكان التفجير وسط حراسة أمنية مشددة. وتزامن ذلك مع نفي حركة الإخوان المسلمين في سوريا كل مسؤولية لها عن هذين التفجيرين اللذين استهدفا مقرين لجهاز المخابرات السورية قي قلب العاصمة دمشق. وسارع زهير سالم المتحدث باسم الإخوان أمس إلى نفي المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام وتضمنت تبني الحركة لهاتين العمليتين واتهم النظام السوري بتزوير البيان الذي صدر باسم الإخوان المسلمين على شبكة الانترنت وتبنى مسؤولية الهجومين. وقال إن الأمر يتعلق ب''صفحة مفبركة تم إصدارها باسمنا على الشبكة العنكبوتية''. وأضاف أنها ''مدبرة تماما من قبل النظام مثل كل الهجمات السابقة''. وكان المجلس الوطني السوري المعارض الذي يضم أهم أطياف المعارضة من ضمنها الإخوان المسلمين حمّل النظام السوري المسؤولية المباشرة لتلك الهجمات وأكد أن ''النظام السوري أراد من خلال هذه الهجمات توجيه رسائل تحذير إلى وفد الملاحظين العرب بعدم الاقتراب من المراكز الأمنية''. وأضاف إنه ''أراد إعطاء الانطباع أن هناك خطر قادم من الخارج ولا يتعلق الأمر بثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة''. من جانبه طالب المرصد السوري لحقوق الإنسان أعضاء بعثة جامعة الدول العربية القيام بزيارة إلى مدينة حمص وسط البلاد للوقوف على آخر الخروقات الجديدة التي ارتكبتها القوات النظامية ضد المدنيين وأدت إلى سقوط مزيد من الضحايا بين قتلى وجرحى. وأكد المرصد في بيان أصدره أمس أن ''جثث أربعة مواطنين كانوا اعتقلوا ليلة الجمعة إلى السبت من قبل قوات الأمن والشبيحة بكفر لها وجدت مرمية في الشارع وعليها آثار تعذيب''. وأضاف أنه ''تم العثور أيضا على مدني خامس مصاب بجروح خطيرة في نفس المكان''. وهو ما جعل المرصد الحقوقي يطالب بضرورة تنقل بعثة جامعة الدول العربية إلى هناك للوقوف بنفسها على هذه الخروقات الخطيرة في مجال حقوق الإنسان. كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل مدنيين اثنين بنيران قوات الأمن عندما كانا يشاركان في مراسيم دفن بمحافظة درعا في جنوب البلاد معقل الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام. وأضاف نفس المصدر أن هجوما عنيفا نفذته قوات الأمن بنفس المحافظة من اجل مطاردة عشرات الجنود المنشقين الذين يخشى المرصد الحقوقي أن يتعرضوا لنفس مصير الجنود المنشقين الذين قتلوا بجبل الزاوية الاثنين الماضي بعد أن حاصرهم الجيش النظامي السوري. وقال جهاد مقدسي المتحدث باسم الخارجية السورية إن ''اجتماع أعضاء الوفد العربي مع الوزير وليد المعلم الذي بحث سبل تنفيذ مهمة الملاحظين العرب كان ايجابيا''.