ينظّم المجلس الأعلى للغة العربية يومي 10 و11 أفريل القادم ندوة دولية حول ''التعدّد اللساني واللغة الجامعة'' بهدف استكناه مزايا التعدّد اللساني كونه قائماً على تراتب لغوي أقرّه المجتمع بصيغة طبيعية من خلال اللغة الجامعة والتعدّد اللساني المتكامل آخذاً بعين الاعتبار الأبعاد الوطنية للحفاظ على التجانس الاجتماعي والثقافي، وهذا ما تجسّد في المجتمعات المتقدّمة التي تولي اللغة الرسمية كلّ الأهمية باعتبارها اللغة المركز. إنّ هذه المجتمعات المتقدّمة لم تنل الريادة إلاّ بفضل الاهتمام باللغة الجامعة وتشهد التجارب الناجحة أنّه ما تقدّم بلد بلغة غيره، وبغية معالجة هذا الموضوع يطرح المجلس هذه الإشكالية للحوار والمناقشة من خلال الندوة التي ينوي تنظيمها وتنظر في معالجة كيفية التدبير العلمي الناجح لبلد من البلدان في ظلّ التعدّد اللساني وأهمية اللغة الجامعة في ظلّ وجود لغات أصلية وأخرى موروثة من عهود الاحتلال والحماية من منظور الوظائف التي تؤدّيها في مختلف مرافق الدولة ومؤسّساتها. يسعى المجلس من خلال هذه الندوة إلى معالجة ظاهرة التعدّد اللساني من خلال تقديم دراسات ومقاربات معمّقة للتعدّد اللساني باعتباره ثراءً لغوياً وحضارياً، وفي ذات الوقت يستهدف توضيح أهمية اللغة الجامعة وتخطيط وظائف اللغات الأخرى غير الوطنية ومنزلتها في جوانبها الاجتماعية والحضارية والثقافية وفق حاجات مجتمعاتنا التي تعاني من الآثار السلبية الناجمة عن سيطرة اللغات الأجنبية وضعف أداء اللغة العربية وبخاصة في مجالات البحث العلمي والترجمة والتكنولوجيات. إنّ الجزائر من ضمن الدول التي تشهد هذا الإشكال اللغوي فلا تزال بعض الانعكاسات السلبية تظهر في عدم التوافق اللغوي من خلال سوء توزيع مقام اللغات ومن عدم وضع الضوابط الموضوعية للتعدّد اللساني في مفهومه من حيث وجود لغة مركزية جامعة ولغة وطنية أصلية بما تمثله من آداءات متنوّعة ولغات أجنبية. بهذا يروم المجلس معالجة هذه الإشكالية معالجة حوارية بطرحها على المختصّين وصولاً إلى تقديم اقتراحات يُراعى فيها البعد العلمي البحت فإلى أيّ حدّ يمكن للتعدّد اللساني أن يكون عامل إثراء؟ ومتى يكون لذلك آثار سلبية على التجانس المجتمعي والأمن الثقافي للأمّة قاطبة؟ وكيف يمكن تدبير استراتيجية وطنية تتلاقى فيها أفكار النّخبة لخدمة المسألة اللغوية؟ وهل يمكن تدبير خطط إنمائية لكلّ اللغات حسب وظائفها؟ وكيف يمكن التأسيس للتراتب اللغوي التكاملي...؟ للندوة عدة محاور منها ''تحديد المصطلحات: التعدّد اللساني''، ''اللغة الجامعة، اللغة الوطنية، اللغات الأجنبية، التسامح اللغوي، الهيمنة اللغوية، التعايش اللغوي، الانجراف اللغوي، الاحتكاك اللغوي، اللغات الأقطاب، الازدواجية اللسانية'' و''مواصفات اللغة الجامعة'' و''التعدّدية اللسانية: معضلة لسانية أو ضرورة اجتماعية؟''، ''تجارب ناجحة للبلاد ذات التعدّد اللغوي'' وكذا ''النخب الوطنية، اللغة الجامعة والأحادية الغوية''، ''العولمة اللغوية''، ''الجزائر وتدبير ثقافة التعدّد اللساني''، ''اللغة والأمن الثقافي في المجتمعات العربية''.