كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس أمس الأحد بالجزائر العاصمة أن الاستثمارات العربية في الجزائر في مجال الأدوية بلغت أكثر من 380 مليون دولار أمريكي خلال سنة، مضيفا خلال افتتاحه لأشغال اللجنة العربية الفنية للدواء أن الاستثمارات العربية للأدوية هذه تمثل تسجيل 912 دواء من بين 5683 نوع مسوق بالجزائر. وتأتي المخابر الأردنية -حسب ولد عباس- في مقدمة البلدان العربية التي استثمرت بالجزائر ب130 مليون دولار، تليها المخابر السعودية ب70 مليون دولار ثم الإماراتية ب26 مليون دولار والمصرية ب20 مليون دولار فالتونسية ب10 مليون دولار. وأبرز في هذا الصدد أن الحكومة الجزائرية تدعم وتشجع الدول العربية التي تنوي الاستثمار في الجزائر في مجال الأدوية. وشدد وزير الصحة بالمناسبة على ضرورة إقامة سياسة عربية موحدة للأدوية تدخل في إطار التعاون العربي-العربي وجنوب-جنوب مهمتها التكفل بتنظيم وتوزيع ومراقبة الأدوية وضمان فعاليتها وتوفيرها للشعوب العربية البالغ عددها 300 مليون مواطن. ودعا الوزير إلى تعزيز تبادل الخبرات بين الدول العربية في مجال صناعة الأدوية من أجل ''تقليص التبعية '' إلى الخارج لهذه المادة التي وصفها ''بالحيوية والاستراتيجية''، معتبرا أن هذه التبعية تشكل خطورة أكبر من التبعية الغذائية. وذكّر ولد عباس من جهة أخرى بالمجهودات التي بذلتها الجزائر من أجل توفير الأدوية للمواطنين وبأسعار معقولة، مشيرا إلى إعادة تنظيم السوق والتقليص من فاتورة الأدوية التي بلغت خلال السنة الفارطة 5ر2 مليار دولار أمريكي، مؤكدا على تشجيع إنتاج واستهلاك الأدوية الجنيسة لتصل مع آفاق 2014 إلى نسبة 70 بالمائة من الاستهلاك. للإشارة شارك في هذا الاجتماع بالإضافة إلى الجزائر كل من الأردن ومصر وفلسطين وجزر القمر واليمن وموريتانيا والمملكة العربية السعوية ممثلة لدول الخليج. وبموازاة من ذلك دعت مديرة إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية ومسؤولة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب ليلى نجم إلى توحيد جهود التعاون العربي في مجال الأدوية لتعزيز المنافسة أمام الخارج مؤكدة في كلمة ألقتها خلال افتتاح أشغال اللجنة على ''محاربة الأدوية المغشوشة'' من أجل كسب ثقة المواطن العربي والأجهزة الصحية العربية. كما أشارت إلى الاهتمام الذي توليه جامعة الدول العربية لملف الدواء الذي -كما أضافت- وصل إلى مستوى ''عال'' بالمنطقة. وأشارت في ذات السياق إلى إعلان الكويت الصادر عن الجامعة العربية عام 2009 على الاهتمام بالدواء والمواد الفعالة و''تيسيرها'' في إجراءات التسجيل ل''تحقيق الأمن الدوائي العربي والحصول على دواء ''آمن وفاعل وبأسعار معقولة'' للمواطن العربي. كما نوهت ليلى نجم بالكفاءات المهنية العربية للأدوية والتي وصفتها ب''العالية''، مؤكدة بأنها ستعمل على توصيات تتوصل إلى قرارات موحدة لتحقيق ما تصبو إليه الشعوب العربية في المجال الصحي. وقام الوفد العربي المشارك في هذا الاجتماع بزيارة معرض المؤسسات الصحية الجزائرية الفاعلة في مجال مراقبة الأدوية على غرار المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية ومعهد باستور الجزائري والوكالة الوطنية للدم والمركز الوطني لعلم التسمم والمركز الوطني لليقظة الصيدلانية.