أكد السيد نور الدين عوام المدير العام لدائرة إفريقيا بوزارة الخارجية، أول أمس، أنه لا يمكن الحديث قانونيا عن دعوة المغرب للعودة إلى الاتحاد الافريقي، من منطلق أنه لم يكن عضوا عند تأسيس الاتحاد، مضيفا في هذا السياق: ''صحيح أن المغرب كان عضوا في منظمة الوحدة الافريقية لكنه انسحب سنة 1984بعد اعتراف المنظمة بالجمهورية الصحراوية'' وأنه ''إذا أردنا الحديث عن مسألة العودة فذلك يجب أن يتم في اطارعقد الالتزام السيادي''. جاء ذلك خلال اليوم الاعلامي الذي خصصته، أول أمس، وزارة الشؤون الخارجية لفائدة الصحافيين حول موضوع ''الاتحاد الافريقي: الهيكل المؤسساتي ومسار اتخاذ القرار'' الذي نظمه معهد الدبلوماسية والعلاقات الدولية بمبادرة من وزير الخارجية السيد مراد مدلسي في إطار تسليط الضوء على دور الدبلوماسية الجزائرية على المستوى الافريقي منذ نشأة منظمة الوحدة الافريقية قبل أن تتحول إلى الاتحاد الافريقي. وتم خلال هذا اللقاء تقديم عرض تاريخي حول إنشاء منظمة الوحدة الافريقية في ماي 1963 بأديس ابابا (اثيوبيا) وقرار قمة سيرت (ليبيا) في سبتمبر 1999 الذي وضع اسس الاتحاد الافريقي، مشيرا إلى أن هذه الفكرة قد انطلقت عند احتضان الجزائر لمنظمة الوحدة الافريقية سنة 1999 للاستجابة أكثر إلى انشغالات الافارقة ومجابهة التحديات الراهنة، بالاضافة إلى الحاجة لاثراء المواثيق الافريقية بخصوص الحكم الراشد والتنمية المستدامة وحقوق الانسان. كما أبرز السيد عوام، في هذا السياق، الاهمية التي توليها الجزائر للمجموعة الافريقية من منطلق أن مصالحها موجودة في افريقيا ،الامر الذي جعلها تركز جهوده لتعزيز الروابط مع الدول الافريقية في اطار فضاء منظم وموحد ألا وهو الاتحاد الافريقي. كما ذكر مدير دائرة افريقيا بالوزارة بالتحديات التي تحاول المنظمة الافريقية رفعها، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه من بين تلك المفاهيم هناك المبدأ الذي يسمح للاتحاد الافريقي بالتدخل في بلد عضو في بعض الحالات على غرار ''جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية والارهاب والحكم الراشد''. وتحدث السيد عوام عن أهم مؤسسات الاتحاد كما هو الشأن حول الدور الذي يضطلع به مجلس السلم والامن للمنظمة بالتعاون مع منظمة الاممالمتحدة والجامعة العربية في حل بعض النزاعات في إفريقيا. وتتكون هذه الهيئة التي تم انشاؤها في جويلية 2002 بدوربان (جنوب إفريقيا) من 15 بلدا عضوا، سيتم تجديدها خلال القمة المقبلة للاتحاد الافريقي المزمع تنظيمها يومي 29 و30 جانفي 2012 بأديس أبابا. وفيما يتعلق بمسار اتخاد القرار على مستوى الاتحاد الافريقي، أوضح المسؤول أن القرارات السياسية الصادرة عن هذه المنظمة يتم اتخاذها ''بالتوافق''. يذكر أن لقاء أول أمس يندرج في اطار سلسلة من اللقاءات التي تعتزم الوزارة تنظيمها حول العديد من المواضيع، قصد تزويد الصحافيين بعناصر الاعلام والتقييم ذات الصلة بالنشاط الدبلوماسي.