أكد السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية أمس الثلاثاء بنواكشوط أن مبادرات الدول الأجنبية باتجاه منطقة الساحل يجب ان تأتي ''تكملة وليس كبديلة'' لمسعى دول الميدان (الجزائر وموريتانيا والمالي والنيجر)، انطلاقا من انه ليس هناك بديل مستديم وفعال لعملنا''. وبرر السيد مساهل في تدخل له لدى افتتاح لقاء وزراء خارجية دول الميدان الأربع (الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر) موقف الجزائر هذا بقناعته بأن ''مضاعفة المبادرات والافكار مهما كانت حميدة ليست إلا تكرارا لا جدوى ولا نفع منه''. كما أكد السيد مساهل ان التزام دول الميدان الاربع بتحمل مسؤولياتها الوطنية والاقليمية ''اكيد'' وان عملها الجماعي ''في تطور ويهدف الى تحقيق المزيد من النجاعة''. واشار السيد مساهل الى ان الاطار الاقليمي المؤسس ''بكثير من الصبر والتنظيم'' ''يرتكز على مجموعتنا الرباعية مع الانفتاح الضروري على الدول الاخرى للمنطقة ويترك مجالا للشراكة والتعاون'' اللتين يمكن ادراجهما بطريقة مجدية. الجزائر تقدم مساعدة ب3100 طن من الأرز لمالي والنيجر وموريتانيا كما أعلن الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية من جهة اخرى أن الجزائر ستقدم مساعدة غذائية ب3100 طن من الأرز لمالي والنيجر وموريتانيا بقرار من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وأكد السيد مساهل أن الجزائر قررت منح هذه المساعدة الإنسانية لشركائها لأن ''المنطقة تواجه اليوم موجة جفاف لم يسبق لها مثيل كما أنها مهددة بأزمة غذائية خطيرة''. وألح على ضرورة ''تجنيد الموارد الضرورية للحد من هذه الأزمة''، مؤكدا أن ''تعبئة الموارد الوطنية بالإضافة إلى التضامن الدولي التي ينتظرها سكان الساحل سيساهمان في تقليص انعكاسات الأزمة''. من جهته أكد وزير الخارجية المالي صومايلو بوباي مايغا في كلمته وجود تنسيق وثيق بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الناشط عناصره في منطقة الساحل وجماعة بوكو حرام النيجيرية المتطرفة من خلال عمليات الابتزاز والاختطاف وشن الهجمات وتعاطي كل أنواع التهريب والاتجار في المحظورات. واشار مايغا الى وجود هذه العلاقات دون أن يحدد تفاصيل أساليب إقامتها. ويأتي الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية دول الميدان لتقييم التعاون على الصعيدين الأمني والتنموي خلال الأشهر الستة الأخيرة. وكان خبراء مدنيون وعسكريون من الدول المعنية اضافة الى نيجيريا وبوركينافاسو، قد عقدوا اول امس في نواكشوط اجتماعا مغلقا حول الامن الاقليمي وذلك تمهيدا لاجتماع وزراء الخارجية. وقد تحادث الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل مع وزراء موريتانيا السيد حمادي ولد بابا ولد حمادي ومالي السيد صوميلو بوباي مايفا والنيجر السيد محمد بزوم. ويهدف هذا الاجتماع الموسع إلى نيجيريا إلى إجراء تقييم مدى التهديد الإرهابي من اجل القيام بأعمال جماعية ملموسة لمواجهة هذه الظاهرة العابرة للحدود. وتمت الإشارة إلى أن إشراك نيجيريا في هذا اللقاء يرمي إلى تمكين بلدان الميدان من التنسيق بغية مكافحة التنظيمات الإرهابية للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة بوكو حرام (الموجودة بنيجيريا) على احسن وجه. وكان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، أكد قبل ذلك بالجزائر العاصمة في لقاء مع الصحافة أن لقاء نواكشوط سيوسع إلى نيجيريا من أجل إجراء تقييم حول العلاقة بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة بوكو حرام. وعن اشراك نيجيريا في هذا اللقاء أوضح الوزير أنه تم ذلك من أجل التفكير في ضمان التنسيق بين هذا البلد ودول الميدان، مشيرا إلى أن اجتماع نواكشوط يندرج ضمن سلسلة من اللقاءات التي تجري كل ستة أشهر وتجمع وزراء شؤون خارجية دول الميدان ويأتي بعد ذلك الذي جرى بالجزائر العاصمة في مارس 2010 وبباماكو (مالي) في ماي .2011 من جهة أخرى أكد الوزير المنتدب أن عرضا حول التهديد الإرهابي سيتم تقديمه بمناسبة هذا اللقاء من قبل وحدة الإدماج والإمداد وهي الآلية التي تضم رؤساء مصالح استعلامات البلدان المعنية، كما ستقدم لجنة الأركان العملياتية المشتركة عرضا حول التنسيق العسكري على أرض الميدان. وأضاف مساهل بالقول إن اجتماع نواكشوط سيكون كذلك مناسبة للتفكير في ندوة ''الجزائر الثانية'' التي من المحتمل أن تجري في الثلاثي الأول من سنة 2012 بباماكو وذلك حتى نسعى إلى توفير تواصل للإستراتيجية التي تم إرساؤها مع شركائنا الأمريكيين والأوروبيين''. ويتعلق الأمر أيضا -كما قال- بمسألة تقييم الزيارات التي قام بها إلى واشنطن وبروكسل وزراء الخارجية الأربعة لدول الميدان الذين هم بصدد التفكير في هيكلة هذه الآلية. وفي سياق تقييمه للشراكة بين بلدان المنطقة اشار السيد مساهل الى أنها بدأت تعطي ثمارها لا سيما على مستوى تقاسم المعلومات والتكوين واللوجيستيك. أما فيما يتعلق بالشراكة مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، أكد الوزير المنتدب بأن بلدان الميدان تؤكد كثيرا على موضوع الأمن لاسيما التكوين واللوجيستيك وتقاسم المعلومات. ويندرج اجتماع نواكشوط الذي اختتم امس ضمن سلسلة من اللقاءات التي تجري كل ستة أشهر وتجمع وزراء شؤون خارجية دول الميدان. كما يأتي هذا اللقاء بعد ذلك الذي جرى بالجزائر العاصمة في مارس 2010 وببماكو (مالي) في ماي .2011