مساهل: مسألة فتح الحدود لم تطرح بين مسؤولي الجزائر والمغرب أعلن الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل أمس عشية زيارة وزير الخارجية المغربي الجديد سعد الدين العثماني للجزائر ، أن مسألة إعادة فتح الحدود الجزائرية المغربية لم يتم التطرق إليها من قبل الطرفين الجزائري و المغربي خلال مختلف النقاشات التي جرت بين مسؤولي البلدين،" مشيرا إلى أنه "ستتم تسوية هذه المسألة يوما ما". وأعلن في ندوة صحفية بمقر الوزارة بالمقابل عن اجتماع تفعيل العمل المغاربي من خلال برمجة اجتماع محتمل لوزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي يوم 17 فيفري 2012 بالعاصمة المغربية الرباط. و نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مساهل قوله أمس أن اجتماعا سيعقد على الأرجح في هذا التاريخ (الذي يصادف الذكرى 23 لإنشاء الاتحاد المغرب العربي)، و أضاف أن الجزائر طلبت إدراج المسائل الأمنية في جدول أعمال الاجتماع في إشارة إلى الألوية التي تحتلها المسالة في استقرار المنطقة. ويحتل مجلس وزراء الخارجية المرتبة الثانية من حيث الأهمية في هياكل الاتحاد و يتولى التحضير لدورات مجلس الرئاسة(مجمد حاليا)، والنظر في اقتراحات لجنة المتابعة واللجان الوزارية المتخصصة ورفع التوصيات بشأنها لمجلس الرئاسة، وتنسيق السياسات والمواقف في المنظمات الإقليمية والدولية، ودراسة جميع القضايا التي يكلفه بها مجلس الرئاسة. و يؤشر هذا الاجتماع إلى إمكانية عقد قمة مغاربية لبعث الاتحاد المجمد منذ 1994 ،بطلب من المغرب الأقصى. وأعربت الجزائر عن رغبتها في إعادة بعث هذا الفضاء ، في هذا الصدد و أكد رئيس الجمهورية بتونس يوم 14 جانفي الحالي جاهزية الجزائر لذلك على يكون ذلك على حساب الشرعية الدولية في إشارة إلى أن بعث الاتحاد لن يكون على حساب القضية الصحراوية. في حين أعلن وزير الخارجية مراد مدلسي في العاصمة الأمريكية أن دول اتحاد المغرب العربي مدعوة إلى العمل على التوصل إلى "انسجام" سياساتها الاقتصادية و الاجتماعية، وأن "اتحاد المغرب العربي يعد صرحا يستدعي تنظيما جديدا لعلاقاتنا و تعديلا للبعض من مؤسساتنا فضلا عن استحداث آليات جديدة" مضيفا أن "التحولات التي شهدتها تونس و ليبيا و بلدان عربية أخرى تشجعنا على تعجيل بناء صرح اتحاد المغرب العربي. و تنخرط تصريحات المسؤولين الجزائريين في إطار تهيئة الأجواء النفسية والسياسية لاستقبال عدد من مسؤولي المنطقة حيث يحل اليوم بالعاصمة وزير الخارجية المغربي الجديد سعد الدين العثماني في زيارة تسبق تنصيبه هذا المنصب، خلفا للفاسي الفهري المعروف بتوجهه المعادي للجزائر. و تستقبل الجزائر في السادس من فيفري الداخل أيضا الرئيس التونسي الجديد منصف المرزوقي. ويجري تحضير زيارة لقادة ليبيا الجدد، كان مقررا أن تتم في أواخر العام الماضي أو مطلع العام الجديد،لكن يعتقد أنها ستتم في غضون أسابيع بعد استتباب الوضع في البلد. و أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية عمار بلاني في بيان نقلته وكالة الأنباء الجزائرية ان زيارة وزير الخارجية المغربية تندرج في إطار "الديناميكية البناءة التي التزم بها البلدان من خلال تبادل الزيارات الوزارية والتشاور من أجل تعزيز علاقات الأخوة و التعاون التي تربط الشعبين الشقيقين" و أضاف نفس المصدر أنه زيادة على بحث العلاقات الثنائية بين البلدين سيبحث الوزيران "السبل والوسائل الكفيلة بإعادة دفع اتحاد المغرب العربي من خلال إعادة تنظيم بعض مؤسساته و آلياته من أجل تحقيق فعالية أكثر" إلى جانب بحث "القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك". في حين أبرزت وكالة الأنباء المغربية أهمية هذه الزيارة وقالت في برقية لها أن الأنظار تتجه لزيارة للجزائر لإجراء أول اتصال رسمي بينه وبين نظيره مراد مدلسي، كما سيستقبل العثماني من قبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. و نسب الوكالة لمراقبين أملهم في أن تسفر زيارة العثماني قبل التنصيب النهائي لحكومة بلاده عن قرارات تصب في مجرى تطبيع وتعزيز العلاقات بين المغرب والجزائر ،ك"مقدمة لتفعيل اتحاد المغرب العربي الذي يبدو أن قادة بلدانه يسعون جميعهم كل بوسائله إلى نفس الغاية،تضيف الوكالة.