من العادات والتقاليد التي مازال أهالي عنابة مرتبطين بها خلال اليوم الرابع من الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، هو تحضير القصعة و الشموع والحنة وبعض اللواحق الأخرى من طرف عائلة العروس التي زفت إلى أهل زوجها شهرين قبل حلول المولد الشريف، حيث تتفنن المرأة العنابية في تحضير الحلويات ذات الأشكال المختلفة منها صينية ''البقلاوة'' و ''المقروض'' وتصفيفها في صحون خاصة بالمناسبة، إلى جانب ذهاب أب العروس إلى السوق، لاقتناء كسوة المولد المتكونة من قطعتي قماش، وهي القندورة، الخمار، الحنة، الشموع وحتى البخور وخلطات الزنجبيل، الطيب .. وشواشي الورد، إلى جانب القشقشة، العطور و ماء الورد، حيث تعمل الأسرة العنابية على توفير هذه المستلزمات الخاصة بالعروس، إلى جانب قطعة من الذهب و''القصعة''، وهي العنصر الأساسي في جهاز هدية المرأة المتزوجة حديثا، والمتكونة من طبق الشخشوخة بلحم الخروف، والمرصعة ببنادق اللحم المفروم، البيض وحتى المكسرات، وتغطى القصعة بقطعة قماش بيضاء مخضبة بخليط الحناء من أجل جلب فأل خيرٍ للعروس بالذرية الصالحة. وفي اليوم الرابع من الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، تدعو العائلة بعض المسنات من أقارب العروس وحتى صديقتها وأمها وشقيقتها، لزيارة أهل زوجها وتهنئتهم، وتقديم الهدايا و''تبريكات'' المولد النبوي الشريف، في هذه الأثناء، تخرج العروس من بيت زوجها وهي ترتدي وشاحا ورديا لاستقبال ضيوفها وتحويلهم إلى قاعة الضيوف، في الوقت الذي يتم فيه تحضير صينية القهوة وأطباق الحلويات وصحن الزريرة، من طرف العروس، بحضور زوجها الذي يتقدم لسماع الدعوات من عائلة زوجته على غرار الدعاء له بالعمر الطويل والسعادة مع عروسه، ومن جهته، يقدم العريس هدية لأم زوجته، والمتمثلة في طبق الحنة، الشموع والبخور، وهي عادة حميدة تعزز التواصل والحب بين الأهلين، ودوام العشرة الزوجية.