عد سنوات قضاها في المهجر، يعود نصير إلى العراق ويهديه أربعة من بيوت العود، ثقافة التعليم الفني التي بدأها وأصبحت علامة بارزة في مسيرته، نصير الفنان الرقيق الذي يحمل رسالة فنية عميقة، يؤكّد في حديثه للعربية. نت عشقه للشعوب وإيمانه بها، وأنّه لو تعرّض للإقصاء من المتشدّدين فلن يمانع طالما اختارهم الشعب. الفنان الرقيق يرفض احتكار السياسيين للحديث في الشأن العام، ويقول ''نحن نزرع الأمل، وهم يقدّمون القتل، نحن أولى بالحديث في شؤون الحياة منهم''. معلقا على رفض بعض السياسيين أن يتكلّم الفنانون والأدباء في الشأن العام لأنّه ليس من اختصاصهم. وحول رأيه في إيقاف المهرجانات الموسيقية تعاطفا مع الأوضاع في سوريا، علّق بأنّه يتمنى ''لو استمرت الحفلات التي تقدم موسيقى متزنة، ويكون ريعها لصالح الشعب السوري''. موضّحا أنّه يؤمن بأهمية حضور الفن لتجسيد معاناة الناس. وتحدّث نصير عن أعماله وارتباطها بالسياسة، وقال إنّ أعماله لم تكن أبدا سياسية، حتى تلك المعزوفات التي نالت سمعة الارتباط بالسياسة، مثل معزوفته الشهيرة ''العامرية''، و''هيروشيما'' التي قدّمها في اليابان عن كارثتهم التاريخية، وذكر نصير كيف كان يقدم الفن في ''عز الثورة المصرية''، ذلك النوع من الفن الذي لا يحمل أيّة إيديولوجيا، الفن الذي يحكي للناس وعن الناس فقط. يرى نصير شمة أنّ الربيع العربي منتج شعبي يجب أن يحترم، حتى إنّه قال أنّه لا يمانع أن يكون الإسلاميون في السلطة ما دام الشعب قد اختارهم، مبيّنا أنّه لو منع من العزف في بلد ما بسبب تيار متشدّد؛ فإنّه بكل بساطة سيتنقل ليعزف في مكان آخر. وقال ''رغم كل ما يشاع عن التدخّل الخارجي'' في الثورات العربية، فإنّها في الحقيقة ''ثورات الشعوب''. مؤكّدا أنّ ''قوّة الشعوب هي التي أسقطت الظلم''، وهي التي ستسقطه في أي بلد في نهاية المطاف. يحكي نصير كيف يحاول دائما أن يؤسّس ذائقة موسيقية، وقصة مشروع بيت العود الذي بدأ في مصر، وانطلق إلى العاصمة الإماراتية، ويعود اليوم ليظهر في بغداد والبصرة وأربيل والكوت مسقط رأس نصير شما، ويشرف نصير على بيوت العود كلّها بنفسه متنقّلا من بلد إلى بلد، متابعا شؤون البيت، ويمكث لفترة يراقب العملية التعليمية ويعلم بنفسه، لنشر ثقافة العزف على آلة موسيقية. يقول نصير إنّ الغناء جميل، لكنّه يفضّل العزف على الآلة بمفردها. وأشار إلى أنّ قلة تلحينه تعود إلى رغبته في نشر تلك الثقافة، لكنّه عاد ليعلن عن برنامجه التلفزيوني المرتقب ''مع نصير شما'' والذي سيقدّم فيه لحنا في كلّ حلقة، ويعزف بمفرده أيضا. مؤكّدا أنّ تلحين الكلام سهل، والتحدي بالنسبة للعازف في كتابة الموسيقى وحدها على آلة. وأعلن نصير عن إصداره القادم ''أحلام عازف الخشب'' كتابه الجديد، الذي سيقدّمه مجانا لكلّ الطلبة في بيت العود، الكتاب يحكي في منتصفه سيرة نصير شما بشكل روائي، والنصف الثاني هو عبارة عن نوتات موسيقية لمعزوفات من تأليفه.