سيشيع جثمان المرحوم المجاهد الفريق محمد العماري اليوم الثلاثاء بمقبرة بن عكنون بالجزائر العاصمة بعد صلاة الظهر حسبما أعلنته أمس وزارة الدفاع الوطني. وكان المرحوم محمد العماري قد انتقل إلى جوار ربه صباح أمس الإثنين إثر سكتة قلبية بمنزله العائلي الكائن بطولقة بولاية بسكرة عن عمر يناهز 73 سنة، كما جاء في بيان للوزارة. والمرحوم من مواليد 07 جوان 1939 بالأبيار الجزائر العاصمة، التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة ,1960 وبعد الاستقلال تدرج في عديد المناصب والمسؤوليات وهي كما يلي: قائد للمدرسة التقنية للعتاد من سنة 1968 إلى سنة ,1970 ثم قائدا للواء 12 مشاة ميكانيكية من سنة 1979 إلى سنة 1980؛ فرئيسا للعمليات بأركان الجيش الوطني الشعبي ثم رئيسا لدائرة الاستعمال والتحضير من سنة 1986 إلى سنة .1988 عين المرحوم قائدا للناحية العسكرية الخامسة من 05 ديسمبر 1988 إلى 24 ديسمبر ,1989 ثم تولى المرحوم قيادة القوات البرية شهر أوت 1990 إلى غاية أفريل 1992 تاريخ تعيينه مستشارا لدى وزير الدفاع الوطني وأنهى مشواره المهني رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي من جويلية 1993 إلى غاية أوت ,2004 ثم استفاد من حقه في التقاعد. مسيرة الرجل حافلة بالعطاء، ثرية بالأوسمة وشهادات التقدير عرفانا له بمجهوداته وبمشواره الذي قضاه في خدمة الوطن، حيث نال: وسام الاستحقاق العسكري، وسام جيش التحرير الوطني، وسام مصف الاستحقاق الوطني ''جدير''، وسام الجيش الوطني الشعبي شارة ثانية، وسام شرف. وقاد الفقيد الذي كان ضابطا في صفوف جيش التحرير الوطني عملية إنشاء قوة لمكافحة الإرهاب قوامها 000,15 رجل في عهد الرئيس الراحل محمد بوضياف، وتولى قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي منذ سنة 1993 وكان أيضا القائد الرئيسي للمؤسسة العسكرية بفضل ترقية منحه إياها رئيس الجمهورية السابق، السيد اليمين زروال، الذي كان حينها وزيرا للدفاع الوطني. وتمت ترقية محمد العماري الحائز على شهادة من الأكاديمية العسكرية للاتحاد السوفياتي سابقا إلى رتبة فريق. وفي إطار إلتزامه الثابت بمكافحة الإرهاب جعل الجيش يلعب دورا هاما في الحفاظ على النظام وإرساء الأمن في الوقت الذي كانت تخوض فيه الجزائر حربا ضروسا ضد الإرهاب. وأمام هذا المصاب، عبر الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المالك قنايزية، باسم كل إطارات الجيش الوطني الشعبي عن خالص تعازيه وأصدق مشاعر المواساة إلى عائلته، داعيا الله أن يتغمد روحه بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. وبدوره؛ بعث رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد عبد العزيز زياري، رسالة تعزية إلى عائلة الفقيد الفريق محمد العماري أشاد فيها بخصاله كرجل عسكري وهب حياته لخدمة الجيش الوطني الشعبي، وتجلت حنكته في جهود تحديث المؤسسة العسكرية من أجل بلوغ درجة الاحترافية لكي تواصل مهامها كدرع واق يسهر على أمن الجزائر وسلامة ترابها. كما عبر السيد زياري في ختام رسالته عن عميق تأثره بهذا المصاب وتعاطفه مع عائلة الفقيد. من جهة أخرى، عبر التجمع الوطني الديمقراطي عن بالغ تأثره بنبأ وفاة الفريق المتقاعد محمد العماري، مشيدا بدوره الفعال في خدمة الوطن والشعب باعتباره أحد أبناء مؤسسة الجيش الوطني الشعبي العاملين المجتهدين الذي أدى واجبه على أكمل وجه في أوج المحنة التي عصفت بالبلاد، كما عبر التجمع عن تعازيه الخالصة لأسرة الفقيد داعيا الله أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان.