اختتمت، أمس، فعاليات الصالون الوطني للتشغيل ''سلام ''2012 بإقبال كبير من طرف الشباب الباحث عن مناصب شغل، في حين حاول أصحاب المؤسسات الصغيرة المشاركة في العرض استقطاب اهتمام الصناعيين والمستهلكين بشكل خاص، من خلال عرض منتجات تتماشى وطلبات السوق الوطنية في العديد من القطاعات منها الصناعات الغذائية التي توظف أكثر من 350 عاملا، الطاقات المتجددة، تطوير المحاصيل الزراعية عبر بحوث لمتخرجين من معاهد فلاحية، وهي التجارب التي استقطبت اهتمام المتحصلين على شهادات جامعية ومهنية الذين يرغبون في الاستثمار في القطاع الخاص والاستفادة من مختلف تحفيزات أجهزة الدعم التابعة لوزارة العمل والضمان الاجتماعي. وبغرض ترغيب الشباب المتحصل على شهادات جامعية أوحرف مهنية في خلق مؤسسات اقتصادية لولوج عالم الاستثمار الخاص، وزعت الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة الآلاف من المطويات على زوار المعرض على مدار خمسة أيام من العرض، تشرح فيها الخطوط العريضة للتحفيزات المقترحة على الشباب منها الدعم المخصص من طرف الوكالات والبنوك لتمويل المشاريع، مع مساعدة الحرفيين على تأجير محلات، في حين تم اللجوء إلى صيغة ''العربة الورشة'' بالنسبة لعدد من التخصصات التي يكثر عليها الطلب، منها الترصيص والميكانيك وتقني الكهرباء. وبغرض تشجيع الشباب على إطلاق استثماراتهم الخاصة، عرض 450 مشاركا في الصالون تجاربهم الخاصة التي ساهمت البنوك في إطلاقها على غرار الشاب أحمد زرومدة من ولاية خنشلة الذي استفاد من قرض بنكي بعد أن تم قبول ملفه من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب سنة 2009 ليفتح ورشة لصناعة تجهيزات التبريد من ثلاجات من الحجم الكبير لصالح محلات الأكل الخفيف وأجهزة طهي الدجاج، وهو الاستثمار الذي يقول عنه صاحبه انه ناجح جدا، لدرجة انه أصبح غير قادر على تلبية كل الطلبات الأمر الذي دفعه إلى التفكير في توسيع مصنعه وتوظيف عدد إضافي من العمال، علما أن المستثمر الصغير ساهم في توفير منتجات ذات جودة وبأسعار تنافسية جعلت الزبائن يتهافتون عليها من جميع ولايات الوطن، وهناك حتى تجار يقدمون طلبيات لثلاجات بغرض إعادة بيعها. وهناك من العارضين ممن استغل حدث الساعة المتعلق بمشروع ''ديزارتك'' الذي تنوي الجزائر إطلاقه في المستقبل القريب من خلال استغلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية في توليد الطاقة، حيث أراد الشاب طابي عمار وهو من أبناء الجالية الوطنية المقيمة في المهجر تنفيذ حلمه المتعلق بفتح مؤسسة خاصة بالجزائر ، مستغلا في ذلك إحدى زياراته إلى الجزائر نهاية التسعينات للاستعلام عن طريقة لإطلاق مشروعه الخاص بتوفير تجهيزات متطورة لتوفير الطاقة الشمسية بغرض التسخين وتوليد الطاقات المتجددة، يقول المتحدث في لقائه مع ''المساء'' أنه تحصل على شهادة تقني في مجال الطاقات المتجددة واشتغل بمنصب مسير بإحدى الشركات الفرنسية، وبعد تفكير طويل أراد أن يستغل خبرته لتطوير الاقتصاد الوطني بعد أن تأكد له أن مستقبله لن يكون إلا بأرض أجداده، ليتم استقباله من طرف مسؤولي الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة بولاية أم بواقي مسقط رأسه، واستفاد سنة 2010 من قرض بنكي من بنك الفلاحة والتنمية الريفية بعد لقاء جمعه مع مدير الوكالة الذي كان جد سعيدا بفكرة الشاب الذي درس وترعرع في الخارج ليختار في نهاية المطاف السوق الجزائرية. وصرح صاحب مؤسسة '' كليماتيكو الجزائر'' التي تعد فرعا للمؤسسة الفرنسية ''كليماتيكو'' أنه لم يعان من البيروقراطية التي لطالما اشتكي منها البعض، حيث يتذكر جيدا استقباله من طرف جميع المسؤولين دون موعد مسبق، وهم الذين رحبوا بفكرته وساعدوه إلى غاية وصول أولى التجهيزات بداية السنة الجارية، وينوي صاحب المشروع قبل نهاية السنة فتح وكالات لمؤسسته عبر جميع ولايات الوطن، مشيرا إلى أنه اقترح العديد من الحلول والمنتجات على الوكالة الوطنية لترشيد وعقلنة استغلال الطاقة ''ابرو'' ، بالإضافة إلى اتصالاته بوزارة الطاقة وعدد من المتعاملين الخواص بغرض اقتراح تجهيزات الإنارة العمومية عبر الطاقة الشمسية وتجهيزات تسخين المياه، ويقول السيد طابي إن تجربته هي استباق لإطلاق مشروع ''ديزرتك'' الذي يتطلب توفير مجموعة من التجهيزات على غرار الألواح الشمسية وتجهيزات استغلال الطاقة الشمسية، وعليه ينوي المستثمر توفير هذه التجهيزات بصناعة محلية عوض اللجوء إلى الأسواق العالمية على غرار اليونان والصين. من جهتهم، استغل رجال الأعمال فرصة تنظيم الصالون للتقرب من أصحاب المؤسسات الصغيرة بغرض رعاية منتجاتها وتطويرها مستقبلا خاصة تلك المتعلقة بالخدمات الصناعية، في حين استطاع عدد من الشباب الزائر للصالون اختيار مجالات جديدة للاستثمار حسب مؤهلاتهم العملية، مع طرح جميع انشغالاتهم على المسؤولين الذين لم يتوانوا في اقتراح الحلول وتوجيه الشباب إلى مختلف أجهزة الدعم المقترحة من طرف وزارة العمل أووزارة التضامن الوطني والأسرة عبر وكالة تسيير القرض المصغر المخصص للنساء الماكثات بالبيت.