بدعوة من المركز الوطني للبحوث في علوم ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، يشارك الباحث الجامعي الياباني أودو ساتوتشي المختص في الأدب الجزائري، في أشغال الملتقى الدولي حول الروائي الجزائري الراحل مولود فرعون في الخامس عشر مارس الجاري. وستتمحور مداخلة الدكتور ساتوتشي - الذي خصّص رسالة الدكتوراه للأديب الجزائري كاتب ياسين - حول ''صورة الشاب في الرواية التأسيسية، مولود فرعون وسوزيكي ناتسوم''، سيقدّم من خلالها مقارنة بين فرعون وروائيين يابانيين على غرار سوزيكي (1867-1916)، كما سيتوقّف عند صدور الرواية الحديثة في المغرب العربي أي ''ابن الفقير'' (1950) ونظيرتها في المشرق العربي ''زينب'' (1914)، وكذا في اليابان ''اوكوقومو'' (1887)، إلى جانب الحديث عن النموذج الصيني، الكوري والتبتي. الدكتور أودو ساتوتشي، أشار في لقاء مع الزميلة ''ليكسبريسيون'' الصادرة بالفرنسية، إلى أنّ اكتشافه للأدب الجزائري يعود إلى تسعينيات القرن الماضي عندما كان الأدب المغاربي المكتوب بالفرنسية مترجما إلى اليابانية رائجا كثيرا في اليابان، حيث أفرد رسالة تخرّجه لرواية ''الطلاق'' لرشيد بوجدرة، وناقش في أطروحة الدكتوراه أدب كاتب ياسين من منطلق أنّه إذا أردنا فهم الأدب المغاربي عامة والجزائري خاصة، فلابدّ من دراسة كاتب ياسين، خاصة أعماله التي جاءت بعد ''نجمة''، وقال ''لقد أسرني شعر كاتب ياسين''، وكان هذا العمل الأكاديمي أوّل عمل يناقش الأدب المغاربي في اليابان. وتوقّف أودو ساتوتشي عند ترجمة الأعمال الجزائرية في اليابان ومدى إقبال القرّاء عليها، حيث أوضح أنّ رواية ''الأفيون والعصا'' لمولود معمري و''صيف إفريقي'' لمحمد ديب هما أوّل روايتين ترجمتا إلى اليابانية في نهاية السبعينيات ضمن سلسلة ''الأدب العربي الحديث''. وأضاف أنّه بداية من الثمانينيات، باتت الروايات الجزائرية تقدّم ضمن الأدب الفرانكوفوني، وقال ''للأسف الشديد، لا يزال الأدب الجزائري محصورا لدى فئة قليلة من الباحثين، وقد أخذت على عاتقي مهمة نشره وترقيته في الوسط الياباني".