لم يكن حفل اختتام فعاليات ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' ككلّ الاختتامات بل كان ذلك الموعد الذي تمّ ضبطه على مداومة المقاومة وحثّ الشعب الفلسطيني على المزيد من الصبر والتضحيات لأنّ النصر بدأت تلوح تباشيره والدماء التي سالت والأرواح التي أزهقت لا تبقى محجوزة في درج من أدراج الأممالمتحدة تنتظر ولادة مفاوضات اغتالتها إسرائيل وهي ما تزال مشروع نطفة. كان الاختتام مساء أوّل أمس بقصر الثقافة بعاصمة تلمسان الإسلامية وكانت الدبكة الفلسطينية والفلكلور الفلسطيني اللذان أسرجا خيول العودة لأنّ وجهة سفرهما القدس فكانت ليلة تلمسانيةفلسطينية وكان الموعد القدس عربية.فبكلّ فرح الجزائر وهي ترفع ستارة الاحتفال بعيد شمسها الخمسين وتشدّ على يد فلسطين بأنّ النصر قريب، وبكلمات فيها من الحب وتعاطي أوجاع وأفراح القضية الفلسطينية أشرف ممثل وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي الأستاذ محمد سيدي موسى على اختتام فعاليات الأيام الثقافية الفلسطينية بحضور السفير الفلسطينيبالجزائر وأعضاء الوفد القادم من فلسطين بعد أن أحيا أيام فلسطين من 21 الى25 مارس الجاري. بعد ترحيبه بالمشاركين وبالوفد الفرنسي الذي لم يترك الفرصة تمر دون أن يحضر الاحتفال الفلسطيني وهو الوفد الذي جاء يشارك الجزائر أفراحها بعيد النصر بدعوة من جمعية المحكوم عليهم بالإعدام إبان الثورة، قال محمد سيدي موسى ''كم هو جميل أن تكون فلسطين هي مسك ختام الأيام الثقافية لهذه التظاهرة ولهذه المدينة العروس التي زيّنت طيلة عام كامل بأبهى الحلل وأزهى الألوان لتأتي فلسطين في آخر أيام عرسها لترشّها بعطر الياسمين الفلسطيني الفوّاح''. وأضاف ممثل وزيرة الثقافة ''إنّ الأسبوع الفلسطيني ليس كباقي الأسابيع الثقافية لأنّه حمل معه الألم والأمل، الوجع والحلم.. أسبوع ثقافي يؤكّد أنّ هذه الأرض ومهما حاول المحتل تهويدها فلن يستطيع مادام هناك فلسطيني واحد على وجه الأرض لأنّ الطفل الفلسطيني يرضع حليب المقاومة من صدر أمه.. فلسطين ملتهبة في صدورنا لا يهنأ خاطرنا ولا بالنا ونحن نراها في قبضة المحتل لكنّنا نقول ما كان يردّده الشهيد أبو عمار ''إنّهم يرونه بعيدا ونراه قريبا'' عاشت فلسطين حرة كريمة''. بدأ الحفل بعروض فلكلورية فلسطينية راقصة عبّر فيها الشباب الفلسطيني من خلال فرقة ''وشاح'' للرقص الشعبي كم هي جميلة فلسطين في أفراحها وأعراسها، كم هي رائعة بتشكيلها للوحات فنية تؤكّد أنّ الموروث الفلسطيني ظلّ في أعمار الثقافة والحضارات الإنسانية منذ آلاف السنين وأنّ المحتلّين لا يملكون من الثقافة إلاّ ثقافة التقتيل وتهديم المنازل وجرف أشجار الزيتون لأنّ الثقافة الفلسطينية الجميلة تكشف مدى كذبهم وتزويرهم وتنزع في كلّ يوم من أيامهم عليها قناعا مزيّفا وتاريخا مفبركا وانتماء لا تربطه علاقة إلاّ بالأساطير، أمّا الأرض فهي تحسّ أنّ وجودهم عليها كالمغص في البطن لكنّه سيزول وتصح والأرض وتنبت شجرتها المباركة التين والزيتون.الأيام الفلسطينية حكت لنا المأساة بألوان الفرح وأكّدت لنا أنّ الابتسامات على وجوه الصبايا كلّما غسلتها الدموع زادت بريقا بالأمل لأنّ فلسطين هي الحب والحبيب وهي القلب الذي ينبض للفرح كما ينبض للحزن.. أسبوع فلسطين لم يكن كسائر الأسابيع لأنّه ضرب لنا موعدا وقال سنلتقي على أفراح القدس. مبعوث ''المساء'' إلى تلمسان: بن تريعة