تحادث رئيس مجلس الأمة، السيد عبد القادر بن صالح، أول أمس ببغداد مع الرئيس التونسي، السيد منصف المرزوقي، على هامش القمة العربية، ويمثل السيد بن صالح رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، في أشغال القمة العربية التي تجري بالعاصمة العراقية. ودارت المحادثات التي جرت بحضور وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي، حول العلاقات الثنائية واتحاد المغرب العربي. وقد أشادت الجزائر أول أمس في بغداد بليبيا التي تولت رئاسة الجامعة العربية منذ 2010 وهنأت العراق الذي استلم رئاسة هذه الهيئة. وصرح السيد عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة وممثل رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، قائلا ''أشيد برئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي السيد مصطفى عبد الجليل وبالجهود التي بذلها خلال رئاسة بلده للجامعة العربية، كما أهنئ الوزير الأول العراقي السيد نوري المالكي الذي تولى بلده رئاسة هذه الهيئة''. وجاءت تصريحات السيد بن صالح في كلمة له عند افتتاح القمة العربية ال 23 ببغداد. ونقل رئيس مجلس الأمة للمشاركين في القمة ورؤساء الدول والحكومات والوفود تحيات الرئيس بوتفليقة وتمنياته بنجاح القمة من أجل تجسيد تطلعات الشعوب العربية خلال هذه المرحلة الحساسة. من جهة أخرى، وصف وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي، القمة العربية ب''الهامة'' كونها جاءت بعد التحولات التي شهدتها العديد من البلدان العربية. وأوضح السيد مدلسي - في هذا الصدد - أن قمة بغداد سمحت للقادة العرب بتناول المسائل المطروحة منذ سنوات، خاصة القضية الفلسطينية والوضع في اليمن والصومال. وقال - في سياق متصل - إن ''كل هذه المسائل سمحت للوفود العربية بالتعبير عن تضامنها مع فلسطين أولا ومع كل البلدان التي تعرف في إطار ما يسمى ب''الربيع العربي'' تحولات تستدعي مساندة الدول العربية الأخرى كما هو الشأن بالنسبة لليمن، ليبيا وتونس''. وحسب رئيس الدبلوماسية الجزائرية؛ فقد خصصت القمة حصة ''معتبرة'' إلى تبادل وجهات النظر حول التطورات التي شهدتها سوريا، مؤكدا أن هذه التغيرات تتميز بمسار أخذ يتعزز. وذكر أن الوساطة التي يقوم بها حاليا السيد كوفي عنان المبعوث الخاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة في سوريا مصدرها عربي، مشيرا إلى أنه قد تم تسجيل خطوات إلى الأمام خلال قمة بغداد. ويتعلق الأمر بموافقة الحكومة السورية على النقاط الست المقترحة من طرف السيد كوفي عنان ''المستوحاة أصلا من المبادرة العربية''. وتتمثل هذه المقترحات في فتح حوار سياسي في سوريا ووقف العنف والمساعدة الإنسانية ووضع حد للاعتقالات التعسفية وحرية الصحافة وحرية السوريين. كما أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه ''لكي يتم أخذ هذه النقاط الست بعين الاعتبار على الحكومة السورية احترام التزاماتها وبالتالي يجب على جميع الأطراف أن تشارك في تنفيذ مخطط الوساطة''. ويرى السيد مدلسي أنه لا يمكن تحقيق هذا المسعى إلا بانضمام الحركة المسلحة إلى المسعى الرامي لوقف العنف وخضوعها إلى متطلبات آلية المراقبة المرتقبة في إطار هذه النقاط. وفيما يخص الشق الاقتصادي؛ قرر رؤساء الدول والحكومات والوفود المشاركة في قمة بغداد أن يبقى التعاون الاقتصادي العامل ''الأقوى'' من أجل اندماج يكون ''أكثر شمولية''. وأشار السيد مدلسي إلى أن القمة ركزت بالأخص على ''التكامل العربي'' في المجالين الاقتصادي والاجتماعي لأن البلدان العربية أدركت بعد قمتي الكويت وشرم الشيخ ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي فيما بينها. تجدر الإشارة إلى أن السيد مراد مدلسي قد استقبل أمس الجمعة ببغداد من قبل رئيس الوزراء العراقي، السيد نوري المالكي، على هامش أشغال القمة ال 23 للجامعة العربية. وخلال هذا الاستقبال؛ بحث السيدان مدلسي والمالكي وضع العلاقات الثنائية وسبل ووسائل تطويرها. وتمحور اللقاء أيضا حول مختلف النقاط المدرجة في جدول أعمال القمة ال 23 للجامعة العربية التي انتهت أشغالها بالعاصمة العراقية بغداد.