شيّعت مساء أوّل أمس بمقبرة ''بين الويدان'' بالمصيف القلي غرب سكيكدة جنازة الشاعر والمخرج الاذاعي مالك بوذيبة الذي انتقل إلى رحمة الله أوّل أمس الاثنين، تاركا وراءه رصيدا أدبيا ثريا وطفلا لم يشبع حنان الأب الرؤوف. الفقيد الذي كان مخرجا بإذاعة سكيكدة، يعدّ واحدا من الشعراء المتميّزين على الساحة الابداعية الوطنية والعربية من مواليد 1968 في بلدية بين الويدان غرب سكيكدة، زاول دراسته الابتدائية بمسقط رأسه ثم بمتوسطة وثانوية تمالوس، بدأ الكتابة في سن مبكرة ونشر أهمّ أعماله الإبداعية بعدد من اليوميات الوطنية بداية من .1987 حصل سنة 1993على الجائزة الأولى الأدبية من وزارة الثقافة والاتصال، ومن بين أهم أعماله ''قمر لأزمنة الرماد''، ''ما الذي تستطيع الفراشة''، ''قراءة في كف زرقاء اليمامة'' و''تفريعات على حلم طفولي'' بالإضافة إلى العديد من المقالات في المجال الأدبي وكذا مشاركته في العديد من المهرجانات الشعرية والملتقيات الأدبية في الجزائر. ومن باب الاعتراف بالتميّز والإبداع ندرج مقاطع من قصيدة ''تفريعات على حلم طفولي'' لفارس البيان مالك بوذيبة، والتي تقول: "مرّة .. هدهدتني الأمومة في مهدها صرتُ طفلاً .. فنامت على شفتي الأغنيات مرّة .. أغرقتني الطفولة في فيض تحنانها صرت حلماً .. فنمت على ساعد الأمّهات مرّة .. حاصرتني على الدرب صفصافة طوّقتني بأحزانها زَرَعتْ قُبلة في فمي صرت بسملة .. فارتوت شفتي بالصلاة مرّة .. صرت سوسنة قرب نهر يمرّ على قرية في حدود المدى فارتوت ضفة النهر من عبقي واكتست بالنبات مرّة .. صار لي رافدان: رافد مَرّ بيني وبيني وآخر ضجَّ بعطر المدائن فاحتج وارتجّ في سيره فجأة .. رفض الانفلات مرّة.. سرقت عطرها من دمي وردة واحتمت بالمدى .. ومضت وحدها تزرع القبلات مرّة .. قال لي قمر : كن هلالا! تعذّبتُ حاولت أن أتشكّل, أخفقت حاولت, حاولت, أفلحت, صرت هلالا جميلا فشعَّت على جبهتي النَجَمات مرّة.. فتحت لي القصيدة أحضانها فانهمرت على صدرها كاللّجين تشبّعت بالعطر والعرق الأنثويِّ وناضلت, كافحت, حتى الشهادةِ ألّفت ملحمة الملحماتْ! مرّة.. صرت وشمًا جميلاً