كشفت مديرية الثقافة لولاية وهران السيدة ربيعة موساوي، أنّه توازيا مع الاحتفال بشهر التراث، سيستفيد حي سيدي الهواري العتيق، المصنّف مؤخّرا كقطاع محمي، من مخطط دائم للحفاظ عليه وتثمينه، وقد خصص لهذا الغرض غلاف مالي معتبر ضمن برنامج المخطط الخماسي الحالي، بهدف إجراء الدراسة الخاصة بهذا المخطّط الذي سيتمّ إعداده مباشرة بعد صدور عملية التصنيف في الجريدة الرسمية. وعلى هذا الأساس، ستُتّخذ كل التدابير والخطوات الإدارية المنصوص عليها في القانون المتعلق بحفاظ وتثمين القطاعات المحفوظة، حسب نفس المصدر، و بهذا الخصوص، فقد أدرج حي ''سيدي الهواري'' في شكل قطاع محفوظ في الثالث عشر جوان من السنة المنصرمة، وذلك بعد موافقة اللجنة الوطنية المختصة في تصنيف المعالم الأثرية والتاريخية، إلى جانب القطاعات المحفوظة على مستوى وزارة الثقافة. وتمت عملية الإنشاء لهذا الحي الشعبي، الذي يعتبر النواة الأساسية لمدينة وهران، بعد إعداد ملف كامل حول النواحي الإجتماعية، الثقافية، الجغرافية، التراثية والأثرية، من قبل مديرية الثقافة، بمشاركة مواطني الحي وجمعيات فاعلة؛ كجمعية ''صحة سيدي الهواري'' التي تنشط بعين المكان، إلى جانب مشاركة مجموعة من المختصين في علم الإجتماع، ومهندسين معماريين ومؤرخين، و شكلت عملية تصنيف الحي الذي يقترن اسمه بالولي الصالح ''سيدي الهواري''، من أهم التوصيات التي خرج بها الملتقى الدولي، حول إعادة الإعتبار الحضري لوهران الذي احتضنته هذه الولاية سنة .2008 ولاقت عملية تصنيف حي ''سيدي الهواري'' كقطاع محمي، استحسان السكان القاطنين به والغيورين على ما يزخر به من تراث مادي وغير مادي، حيث عبر المواطنون في شتى المناسبات و اللقاءات التي جمعتهم بالمسؤول التنفيذي الأول عن الولاية، السيد عبد المالك بوضياف، خلال زيارته المتعددة التفقدية، عن أملهم في أن يصبح هذا الموقع الذي يحوي ذاكرة وهران، مركزا ثقافيا وسياحيا، نظرا لشهرته، فهو يمثل بطاقة هوية مدينة وهران وتاريخها. كما يتمنى محبو حي سيدي الهواري والمهتمين بشأنه من جمعيات محلية وهيئات ثقافية، في تصنيفه عالميا مستقبلا، نظرا لما يزخر به من معالم أثرية تعود إلى عدة حقب تاريخية من ما قبل التاريخ إلى الحضارة العربية الإسلامية، وكذا فترات الإحتلال الإسباني، الوجود العثماني والإستعمار الفرنسي، حيث يضم ما يعادل سبعين معلما أثريا، لا يزال لحد كتابة هذه السطور لم يدرج في خانة التصنيف، بالإضافة إلى كونه يحوي أربعة عشر أثرا بالحي، تم تصنيفها وطنيا، منها ''باب كانستال''، منتزه ''بن باديس''، ''قصر الباي'' و''مسجد الباشا''. كما يزخر بتراث غير مادي غني، منها وعدة الولي الصالح سيدي الهواري التي يشارك فيها العديد من سكان المدينة ومن خارجها، والتي تنظم كل سنة، كما يستقطب مقام هذا الولي الصالح الشهير الزوار من خارج حدود الوطن، خصوصا في العطلة الصيفية، حيث يقصده السياح من فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، المغرب، لبنان وسوريا، نظرا لشهرة المدينة به، على اعتبار أنه درجت الأسطورة الشعبية على وجوب زيارة سيدي الهواري، لأن من لم يزر سيدي الهواري، كأنه لم يزر وهران، وهو تقليد لا يزال راسخا في الذاكرة الشعبية والجماعية لكل من يقصد عاصمة الغرب الجزائري.