تعدّ الآثار الرومانية المقدسة، أو كما تعرف بموقع ''لمساجد'' أو ''بارسيانيس'' الواقعة بالجهة الشمالية الشرقية لبلدية فلفلة، بمحاذاة شاطىء قرباز، على بعد 53 كلم شرق مدينة سكيكدة، من بين أهمّ المواقع الأثرية التي تمّ اكتشافها بالولاية على الإطلاق. الموقع الذي يعود إلى الفترة الرومانية، عبارة عن مجموعة من الحجارة المنحوتة المتناثرة على مساحة تقدّر بأربعة هكتارات، تتواجد بها إلى جانب ذلك، بناية رومانية مهدّمة، عليها آثار واضحة للجدران المنحوتة، كما تمّ اكتشاف بالموقع قطعة من الفسيفساء كبيرة الحجم، تحتوي على زخارف هندسية متعدّدة الألوان، إضافة إلى وجود بعض الآثار لأوان فخارية، وجزء لعمود فخاري. وحسب مسؤولة مصلحة حفظ التراث الثقافي بمديرية الثقافة لولاية سكيكدة، فإنّ اكتشاف هذه الآثار التي تعود للمدينة الرومانية المقدسة ''بارسيانيس''، يقدّم رؤية واضحة لنوعية التجمّعات العمرانية الرومانية في شمال إفريقيا، خاصة وأنّها تقع على التماس مباشر مع شاطئ البحر، زيادة إلى ذلك، حسب نفس المصدر، فإنّ قطعة الفسيفساء التي تمّ العثور عليها بنفس المكان، تقدّم نظرة شاملة عن خصوصية هذه المدينة. للإشارة، فإنّ هذا الموقع خصّته وزارة الثقافة إلى جانب الموقع الأثري الروماني المعروف باسم قلعة ''القلة'' بأولاد حبابة، (أقصى جنوبسكيكدة والمتربعة على مساحة تفوق 9 هكتارات)، بدعم مالي يقدّر بمليار دينار من أجل إعادة التأهيل، وشرع في عملية تحديد الحدود الفعلية لأثار ''بارسيانيس'' بغرض إنجاز دراسة لمخطط الحماية والتثمين، على غرار جلّ المواقع الأثرية المتواجدة عبر ولاية سكيكدة، والتي ستشهد في المستقبل عملية تهيئة واسعة، حسب أهمية الموقع وحالته، كالموقع المكتشف بالمكان المسمى ''دوار الرضوانية'' ببلدية السبت، جنوب - شرق سكيكدة، وهو عبارة عن مزرعة رومانية قديمة تتربّع على حوالي 6 هكتارات، ويضمّ هذا الموقع تابوتا حجريا ومعاصر للزيتون، وأواني فخارية جنائزية، بالإضافة إلى خزّان تحت الأرض، كان يستعمل إمّا لتخزين الماء أو المواد الغذائية. وأيضا الموقع الأثري الواقع ببلدية أم الطوب الذي يعود إلى الحقبة الرومانية، والممتد إلى غاية إقليم بلدية بين الويدان، على مساحة تقدّر بأزيد من 4 هكتارات، والمتضمن عددا كبيرا من الحجارة.