تحت شعار ''وطن في القلب''، يحتضن المسرح الجهوي ''عبد القادر علولة'' بوهران، فعاليات الدورة الثانية من الملتقى الأدبي ''شموع لا تنطفئ''، في ذكرى الإعلامي والأديب الراحل بختي بن عودة الذي اغتالته أيادي الغدر. الملتقى الأدبي هذا حضره والدا وابنة الراحل إسمهان، التي حرمتها خفافيش الظلام من تحسّس تقاسيم وجه والدها وهي رضيعة وحرمتها من نداء الأبوة وهي يانعة في عزّ شبابها، حيث تقول أنّها تعرّفت على والدها من خلال كتاباته، كما أنّها ورّثت عنه الكثير من الخصال. البداية كانت مع تدخّل الأستاذ بشير بويجرة من جامعة وهران، الذي أبى إلاّ أن يثني على مديرية الثقافة ودار الثقافة لأنّهما تذكّرتا بختي بن عودة الذي يعدّ أب النص السردي المعاصر ومرجعيته المؤسّسة. موضّحا أنّ اختياره جاء لتسليط الضوء على أديب كان لديه وهب فني ووهب أكاديمي، فالراحل بختي بن عودة ظلّ مهمّشا ومقصيا، ليؤكّد الإذاعي محمد عالم من جهته، أنّ الراحل بختي بن عودة قامة من القامات وسيبقى شمعة مشتعلة في قلوب كلّ من عرفوه كإنسان وكأديب. ومن جانبها أشادت مديرة دار الثقافة بخصال الراحل ورحّبت بعائلة الفقيد التي يكفيها فخرا أنّها أنجبت أحد أعمدة الثقافة في وهران. مضيفة أنّ الملتقى هذا سائر إلى الديمومة مستقبلا، ليؤرّخ لصنّاع الثقافة في الجزائر وفي وهران على وجه الخصوص... لتتواصل التدخّلات من قبل أصدقاء المرحوم الذين عرفوه على مدرجات الجامعة، كالشاعر الأخضر بركة من سيدي بلعباس الذي وصفه بالطموح والجريء، وقال بأنّ الناس عادة يقيسون حياتهم بالطول، أمّا بختي بن عودة فقاسها بالعمق، فهو المبدع المفكّر، المتأمل والأديب. وأكّد الصحفي أحمد بن هدار، أنّه تعرّف على الراحل عندما كان مشروع أديب ومشروع إعلامي وقال ''كنت من بين الذين اقتسموا يومياته وكان سرّ تلك العلاقة تشابه الظروف الاجتماعية وحبّنا للرياضة، المرحوم بختي بن عودة كان إنسانا بكلّ ما للإنسانية من معنى ووفيا ومتواضعا وكان يعشق اقتناء الكتب.. كان يعرض عليّ كل ما يكتبه شعرا ونصوصا ويأخذ رأيي، كما كان عاطفيا ولا يبخل بأحاسيسه". للتذكير، فإنّ تنظيم هذا الملتقى جاء بمبادرة من مديرية الثقافة ودار الثقافة ''زدور إبراهيم بلقاسم'' بالتنسيق مع جمعية ''الجيل'' الثقافية، ويشارك فيه عشرون مشاركا من خارج تراب ولاية وهران، على غرار ولايات الشلف، قسنطينة، عين تموشنت، سيدي بلعباس، غيليزان، بسكرة، قالمة، تيارت، مستغانم وعنابة، ويستمر ثلاثة أيام متتالية تعرف خلالها قراءات شعرية في اللونين الملحون والفصيح في إطار المشاركة إلى جانب قراءات حرّة.