شارك الدكتور أيمن محمد فريحات، أستاذ القياس والتقويم في علم النفس بجامعة البلقاء التطبيقية بالأردن، بالملتقى الدولي حول الارغنوميا، بمداخلة حول مدى تأثير الضوضاء على مردودية العاملين بقطاع البريد الأردني، من خلال الدراسة الميدانية التي قام بها، أين أظهر مدى أهمية علم الارغنوميا في تحسين ظروف العاملين بقطاع البريد، وعن أهم نتائج الدراسة وواقع علم الارغنوميا بالأردن، عادت لكم ''المساء'' بهذا اللقاء. قال الدكتور محمد فريحات؛ إن السبب الذي جعله يختار مكاتب البريد لإجراء الدراسة، هو كونها في مختلف الدول العربية تُدار بنمط عمل واحد، أي يُعرف عنها أنها أماكن يكثر فيها الضجيج، من أجل هذا، رغبت من خلال دراستي الميدانية التي طبقتها على 40 عاملا بواحدة من مراكز البريد الأردني، أن أعرف مدى تأثير هذه الضوضاء على الإنتاجية لدى العاملين، أي إن كانت مؤثرة أولا، حيث تبين لي -يضيف محدثنا- أن كل عمال قطاع البريد أكدوا أن عامل الضوضاء يثير قلقهم ويحد من مردودهم، بحكم أن الأجهزة المستخدمة في العمل بمكاتب البريد قديمة، على غرار تلك التي تستخدم في سحب الطرود، واقترحوا أن تعمل مكاتب البريد على استبدال العتاد المستخدم بآخر متطور، يضمن لهم الفعالية في العمل، لاسيما إذا كانت نسبة الضوضاء بها قليلة. ومن النتائج التي أظهرتها الدراسة أيضا، أن العاملين بقطاع البريد من المتزوجين، تؤثر عليهم الضوضاء أكثر من الموظفين العزاب، من أجل هذا، قدمنا -يضيف محدثنا- كنتيجة لدراستنا، جملة من الإقتراحات؛ منها ضرورة جلب ماكنات حديثة بالبريد الأردني، إلى جانب السعي للحد من الضوضاء، للرفع من مردودية العمال، ناهيك عن التكثيف من الحملات التوعوية لدى العاملين بمراكز البريد، لتعريفهم بأهمية الارغنوميا في تأمين الملاءمة في مكان العمل. وعن واقع علم الارغنوميا في الأردن، جاء على لسان محدثنا أن الارغنوميا علم يبحث عن مكان له في الأردن، وبحكم أنني عارف بخبايا هذا العلم ومتابع لتطوره بدول المغرب العربي، أجد أن علم الارغنوميا حقق أشواطا كبيرة في الجزائر التي تعتبر رائدة في هذا المجال، بينما لا تزال التجربة في الأردن ضعيفة وبدائية من حيث الاهتمام بها وكذا تطبيقها. والجزائر تملك الكثير من المختصين في علم الارغنوميا، نأمل من خلال مثل هذه الملتقيات أن تكون هناك علاقات تعاون لتأطير ورشات عمل بالأردن، يشرف عليها أخصائيون جزائريون في علم الارغنوميا. وحول أكثر القطاعات التي يعتقد الدكتور محمد فريحات أنها معنية بتطبيق مبادئ الارغنوميا، قال؛ ''في اعتقادي، إن أكثر القطاعات التي ينبغي أن يطبق فيها علم الارغنوميا، هي قطاع البريد، المصانع والمستشفيات، ولكن قبل هذا، ينبغي أن نتعلم ونعلّم الارغنوميا للطلاب في الجامعات، حتى نكون مختصين في هذا المجال، بأن يكون لدينا تخصص اسمه الإرشاد الارغنومي، هذا التخصص الذي تفتقر له تقريبا كل دول المشرق العربي، على خلاف دول المغرب العربي، مثل الجزائر التي أصبحت رائدة في هذا المجال.