هو أحد الأسماء البارزة في الأغنية السطايفية، خاصة في سنوات الثمانينيات والتسعينيات، صاحب الصوت الصداح، حيث يقال عن صوته أنه لا يلزمه مكبر صوت، يؤدي الأغنية السطايفية بإحساس عميق، من بين أغانيه ''الزعيم، بيت الباطيمات'' وغيرها من الغاني التي كان لها ولا يزال صدى كبير في الهضاب العليا، إنه ابن مدينة العلمة صالح العلمي، المطرب الذي التقت ''المساء'' وأجرت معه الحوار الآتي، الذي كشف من خلاله عن جديده ومسيرته وبعض مفاجآته.... ''المساء'': صالح العلمي شبه غائب عن الساحة الفنية، ما هو سر هذا الغياب والسبات في آن واحد؟ صالح العلمي: أنا هنا دائما، ولست غائبا عن الساحة الفنية كما تظنين، وألبي الدعوة متى تمت دعوتي سواء في المهرجات أو الأعراس. - تؤدي الأغنية السطايفية فقط، برأيك ما الذي يميز الطابع السطايفي عن باقي الطبوع؟ * لكل طابع غنائي مميزاته الخاصة والطابع الحقيقي للأغنية السطايفية ينحدر من الطبلة، الزرنة، الكورديون، القيتارة، الفيولون إضافة إلى الصوت، وأؤكد أنني من بين الفنانين الذين طوروا الأغنية السطايفية بالريتم، حيث كنت في المجموعة التي شاركت في روسيا ونلت إعجاب جمهورها، وأتذكر أنني أديت أغنية ''شيفور الطاكسي''، لأنه لم تكن لي أغان خاصة بي، وأتحدى أي شخص كان يخالفني في أن الأغنية السطايفية هي من أحسن الطبوع لو يتم الحفاظ عليها من حيث مقوماتها الموسيقية والكلام النظيف ومستواها العالي، وهي أحسن أغنية حسب رأيي، وعلى الفنانين الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الذي يمثل ولاية بهذا الحجم. - هل كانت لك مشاركة في مهرجانات؟ * بالطبع، شاركت في عدة مهرجانات على غرار مهرجان حيزية الذي نظم العام الماضي ببلدية بازر سكرة، مهرجان جميلة العربي ومهرجان الأغنية السطايفية، بالإضافة إلى مشاركتي في مهرجانات أخرى، كما أنني أحييت عدة حفلات داخل الوطن. - ما هو جديدك؟ * ألبوم صدر مؤخرا وهو آخر ألبوم في حياتي الفنية، لأنني مقبل على ميدان فني آخر أعلى مستوى. - هل لنا أن نعرف ما هو هذا الميدان؟ * أنا الآن ضمن مجموعة صوتية ونستعد لتسجيل أشرطة دينية، واخترت التوقف عن الغناء واللجوء إلى الأغاني الدينية، وبالمناسبة فإن الرسالة التي أوجهها إلى الشباب الحامل لمشعل الأغنية السطايفية تفادي كلام الملاهي، والالتزام بالكلام النظيف الذي يمس إحساس المستمع وكل الجمهور (أم، أب، أخ وخال...)، وتفادي التفاهات التي يجري وراءها البعض من أجل المال مقابل تلطيخ هذا الموروث الثقافي، والحفاظ على الغناء السطايفي الذي يجمع العائلات في كل أفراحها ولا يفرقها. - ظهرت مؤخرا فكرة ازدواجية الطبوع الغنائية على غرار ما سمي ب ''سطاي-راي ''، ما رأيك بهذه الفكرة؟ * ما هذا '' سطاي-راي ''، إنها مجرد خرافة، لأن الراي له أهله والسطايفي له أهله، وكما يقول المثل '' كل طير يلغي بلغاه'' الوهراني يغني الراي، والعاصمي يغني العاصمي، والتلمساني يغني الأندلسي، والقسنطيني يغني المالوف، والتبسي يغني الركروكي، والسطايفي يغني العمري يعني من عامر والذي لا يتقن لهجة عامر لا يمكن أن يغني السطايفي، وهذا الاسم الجديد الذي دخل علينا، بالنسبة لي لا شيء، وأضيف أن السوق الحالي للأشرطة لم يعد سوقا للأغنية، بل أصبح سوق المهزلة، أتذكر في سنوات الثمانينيات لكي تجد مغنيا يتطلب الأمر منك البحث والانتظار، والآن بالهاتف وفي خمس دقائق يكون حاضرا ويبدأ التسجيل. - كيف يمكن حماية الأغنية السطايفية من تشوهات الكلمات والموسيقى؟ * فكرنا في جمعية مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف على مستوى الولاية، لحماية الأغنية السطايفية والرقي بها. - كلمتك الأخيرة؟ * كلمتي الأخيرة أوجهها للشباب حاملي مشعل الأغنية السطايفية، وأوصيهم بأن يكونوا في مستواها لأن الأغنية السطايفية لها وزن كبير وثقيل سواء داخل الوطني أو خارجه.