حقق المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية السطايفية في يومه الثاني على التوالي من انطلاقه، نسبة حضور فاقت التوقعات عكست مدى حب الجمهور وتعطشه للاستمتاع بعذب كلام الأغنية السطايفية الراقية التي تمكنت عكس العديد من الطبوع الغنائية الأخرى في الحفاظ على توازنها وعدم انحرافها. فطيلة ساعتين من الزمان امتزجت بين التنافس والإستمتاع بأصوات أعمدة الغناء السطايفي، بقى الجمهور متحمسا ومتفاعلا مع البرنامج المسطر من طرف محافظة المهرجان التي أرادت أن تكون الطبعة الثالثة من صنيع الشباب لوحدهم بعناية سامية من كبار حارصين على تمرير التراث السطايفي خصوصا والجزائري عامة، للحفاظ على هذا الطابع الغنائي الذي كاد أن يندثر مع مر السنين لينتشله هذا المهرجان ويدفع به إلى مصاف المهرجانات المدوية صيتها. وقد شهد اليوم الثاني من المنافسة تسابق سبعة مترشحين لنيل لقب فارس الأغنية السطايفية، قدموا كوكتال من الأغاني السطايفية الضاربة في عمق التراث المحلي، تفاعل معها الجمهور الغفير الذي صنع فسيفساء جميلة تركت بصمتها على كل من كان حاضرا بقاعة الحفلات بمدينة سطيف، كما سمح الآداء المميز للمرشحين متابعة عميقة من طرف أعضاء لجنة التحكيم التي بدت راضية بالمقارنة مع اليوم الأول من المنافسة. عرف اليوم الثاني من المنافسة الغنائية مشاركة الشاب عراس الذي رسم حظوره الدائم ومشاركة الشباب عرسهم كل سنة، الشاب عراس وكعادته لم يترك الفرصة تمر ليجدد مع جمهوره علاقة الارتباط الشديد الذي تجمعه بهم، بتقديمه باقة مميزة جدا من ثمرة أعماله الفنية التي يعد عمرها لأزيد من عقدين..مريومة، كولي يا الدودة، وحدة بوحدة ..وغيرها من الأغاني التي صنعت إسم الشاب عراس، كما عرف المهرجان سهرة أول أمس مشاركة قوية لفرقة بارود الأغواطي القادمة من مدينة الأغوط بتقديمها مجموعة أغاني من الطابع السطايفي في رسالة منهم عن وصول هذا الطابع الغنائي إلى أعماق الوطن وخروجه من الطابع المحلي الضيق، وقد تمكنت هذه الفرقة من استقطاب إهتمام الجميع في القاعة وراحت تتعالى أصوات الزغاريد والتصفيقات للأغواطيين ..نارك يا بو نارين ،الخير ودار عليا ومحال غيرك يحلالي التي حولت من الطابع النايلي إلى السطايفي.