يعدّ الموقع المائي الأثري عين البلد بميلة القديمة، واحدا من أهمّ المعالم التي لا يزال قائما لحدّ الآن، فبالرغم من تعاقب العديد من الحضارات عليه، إلاّ أنّ هذه العين لم تنقطع عن تزويد سكان ميلة القديمة بمياهها العذبة، وحسب الأستاذ عمار نوارة (باحث في آثار ميلة القديمة)، فإنّ تاريخ هذا المعلم يعود للعهد الروماني، وبالضبط القرن الأوّل الميلادي، حيث أمر آنذاك ببنائه الإمبراطور أدريان . وأكّد المصدر أنّ لا أحد يعرف لحدّ الآن المسار الذي تسلكه قناة تموين العين الرومانية المصنوعة بالحجارة المصقولة على مساحة إجمالية تقدر ب207 متر مربع، ويضف أنّ عين البلد تعرف باسم آخر وهو ''عين السباع''، وقد تحدّث عنها البكري في القرن العاشر الميلادي، حيث قال؛ إنّ مياهها نابعة من جبل بني ياروت. لكن بالمقابل، فإنّ المختص في علم الآثار يقول؛ إنّه لا يوجد جبل بهذا الاسم، وحتى إذا افترضنا أنّ هذا الجبل المقصود عند البكري هو جبل ''مارشو'' المجاور لمدينة ميلة، ''ولنفي وتأكيد ذلك، فإننا -يقول الخبير- قمنا بتحاليل مخبرية عديدة أجريت على عيينتين من ماء جبل مارشو وعين البلد، وقد اكتشفنا أنّ التركيبة الكيمائية لهما مختلفة تماما''. للإشارة، عرف هذا الموقع الأثري أولى الترميمات له سنة 1887 من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية، ليبقى على شكله الحالي، وقد صنّف هذا الموقع من ضمن المحميات الثقافية والأثرية من طرف وزارة الثقافة.وتعد ولاية ميلة أزيد من 320 موقعا ومعلما أثريا، كما دلّت على ذلك عملية إحصاء أثرية جارية، إلى جانب توفّرها على عدّة مواقع مصنّفة ضمن الحظيرة الوطنية، كما هو الشأن بالنسبة لميلة القديمة (مصنّفة كقطاع محفوظ) و''عين البلد'' بميلة، حمامات ''ومبنيوس'' بوادي العثمانية، قصر'' الآغا'' و''السجن الأحمر'' بفرجيوة وكذا ''مشتة العربي'' بشلغوم العيد، ويتوقّع قريبا أن تحظى مواقع أخرى؛ كالمدينة الأثرية الرومانية ''بوتخماتن'' بالمشيرة، البعالة، عين فوة بوادي العثمانية وسيدي زروق بالرواشد، بالتصنيف الذي يمنحها الحماية وجهود الحفظ-.