بدايتها الفنية كانت في 1995 حيث التحقت بالمجموعة الصوتية التابعة للإذاعة الوطنية، لتبدأ مرحلة التدريبات الصوتية وتنطلق بعدها في أداء الموشحات العربية بصوت قوي عذب ولغة عربية متقنة. شاركت في عدة مهرجانات وتظاهرات كسبت من خلالها إعجاب المختصين والجماهير ليصدرلها أول ألبوم في 2002 تحت عنوان '' ما طاحتش بيا'' تلته ألبومات أخرى ناجحة منها:''تعيا وتندم''، ''صبارة'' وغيرها من الألبومات التي شهدت نجاحا منقطع النظير. تبنّت التراث كفن استهواها فغنت وأبدعت وردّدت أغاني قدمها كبار الفنانين، منها أغنية : ''منهو اللي بلاك'' وأغنية للمطرب الشعبي القدير عمر الزاهي: ''ماحاجتي بضي الشمعة''. ولم يقتصر نجاحها على الغناء فقط، بل تعدّدت مواهبها، حيث أثبتت حضورها وأكدت موهبتها عبر عدة أعمال فنية مسرحية وتلفزيونية مميّزة نذكر منها: مسرحية ''حب وجنون'' مسلسل ''اللاعب'' و''الوصية'' والسّلسلة الكوميدية الهادفة ''ناس ملاح سيتي'' و''شجرة الدر''. كما اقتحمت عالم الإشهار لتقدم بعض الومضات الإشهارية فنجحت أينما حلّت، إنها المطربة أسماء جرمون التي تطرّقت ''المساء'' إلى جديدها، مشاريعها وآمالها... ''المساء'': بعد غياب دام ثلاث سنوات، تعود أسماء بألبوم جديد، لم هذه الغيبة وما الجديد المنتظر؟ المطربة أسماء جرمون: صراحة ليست هناك أسباب خاصة دفعتني إلى الغيبة لكن أحيانا نحتاج إلى وقت أطول لأخذ قرار صائب واختيار مدروس، فالعبرة ليست بالكم وإصدار ألبومات متتالية خاوية المحتوى، إنّما بالكيف أي نوعية الاختيار ومضمونه، وبالفعل منذ 2008 لم أصدر جديدا لكن هذه السنة وبعد أزيد من 10 أشهر بحثا وتدقيقا وانتقاء ها هو ألبومي قريبا في الأسواق اخترت له عنوان : ''لو كان جات ليّ''، يضم 8 أغنيات منها'' لوكان جات لي''، ''ويا درى واش كان''، كما يحتوي على بعض الإعادات غير المستهلكة منها: أغنية '' تشاورو علي'' وهي أغنية قديمة وناجحة للقدير بوجمعة العنقيس وقع اختيار شقيقتي الكبرى عليها، مثلما سبق وأن اختارت لي ''ما حاجتي بضي الشمعة'' للكبير عمر الزاهي.. وكان اختيارا موفقا، وهناك أغنية'' راح الغالي راح'' للمرحوم كمال مسعودي، أردت أيضا من خلال هذا الألبوم تكريم المشاييخ وعلى رأسهم عميد الأغنية الشعبية المرحوم الحاج الهاشمي قروابي، وهذا بإعادة أغنية : ''روح الله ايسهل''. -''المساء'': أسماء جرمون من الفنانات اللواتي يعشقن ترديد أغاني العمالقة {المطربين الرجال} على وجه التحديد، ما الذي يجلبك إلى مثل هذه الأغاني، أتعتقدين أنّك بأدائها قد تمكّنت من ترك بصمتك الخاصة عليها؟ * أستثمر كغيري في تراث هذا الحقل الغني الذي يعدّ ملكا لكلّ الفنانين الجزائريين الغيوريين على الجزائر وتراثها، المؤكّد أنّ هناك أغاني كثيرة قدّمت بأصوات جزائرية مختلفة، لكني أرى أنّ لكل بصمته وحضوره وتميزه في أدائه وهذا ما يصنع التنوّع، فحتى ولو ردّدت نفس الأغنية من طرف مئات الأصوات تبقى لكلّ فنان طريقته وأسلوبه، وحفاظا على التراث ولكي لا يندثر نبقى نؤدي أجمل ما يحتويه. وفيما يخصّ الشق الثاني من السؤال أجيب : أني بالفعل عاشقة للعمالقة وتستهويني أغاني المشايخ الكبار، وربّما كنت المطربة الوحيدة التي لديها مثل هذه الهواية، وطبعا كمطربة لدي قطعا بصمتي التي أسعى لإضافتها في كلّ إعادة أسجّلها وأظنّني وفّقت في تركها وهذا ما يؤكّده نجاحها بصوتي وتجاوب الجماهير معها. -مع من تتعامل عادة أسماء في انتقائها لكلمات أغانيها؟ * رشيد فرحات وياسين أوعابد، وكمعلومة هناك ثلاث أو أربع أغان من كلمات هذا الأخير كمشروع هو حاليا عند الملحن الشاب إلياس. - وماذا عن التمثيل، هل من مشاريع؟ * هناك بعض الاقتراحات لكن لا مشروع مجسّد... -''المساء'': هل صحيح أنّ هناك مساومات حول نزع الحجاب من طرف بعض المنتجين؟ * في البداية ربّما، لكن الآن لا... مع العلم أنّ مجرد الفكرة مرفوضة، فأنا متمسّكة بمبدئي والخمار قناعتي واختياري، والحمد لله أنّ هناك منتجين ومخرجين ما يهمّهم بالفعل هي الموهبة والإبداع مثل جعفر قاسم والمخرج محمد حازورلي، ويسعدني دائما العمل ضمن طاقم إنتاجاتهم القيمة. - قمت مؤخرا بجولة إلى كندا، فكيف كانت الرحلة والصدى؟ * صحيح كانت لي رحلة منذ أيام إلى مونتريال ضمن حفل خاص بأسماء جرمون نظّم من طرف الفنان القبائلي إبراهيم صديق، وهي المرة الثانية التي أزور فيها كندا وأطلّ من خلال هذه الزيارة على الجالية المتعطشة لكل ما هو جزائري، وعلى وجه الخصوص الفن الجزائري الأصيل، وكان التجاوب كبيرا جدّا وهذا ما أسعدني كثيرا. -هل هناك مشروع لأغنية وطنية بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر؟ * مشروع فردي صراحة لا، لكن هناك أغنية جماعية رائعة من كلمات: عبد الرحمان جودي تتغنى بثروات وجمال وسحر الجزائر شارك فيها العديد من الفنانين الجزائريين من ضمنهم أسماء جرمون، وكلّ ما نأمله هو أن تصوّر وترى النور وتكون هدية للجزائر في الذكرى الخمسين لاستقلالها. - على ذكر الأمل الذي به أكيد تحيا النفوس، ما هي أغلى أمنية تتمنين أن تتحقق؟ * السلم والأمان والاستقرار للجزائر، التي عانت الكثير في سنوات خلت، فبدون سلم لا يمكن للإنسان أن يعطي، والجزائر تبقى أمّنا التي لها حبّنا واحترمنا، فلولا هذا الحب الجارف الذي لا يعرف توقفا ولا نهاية لما أبدعنا، فحبها هو منبع قوتنا وصمودنا وإلهامنا، وازدهار الجزائر هو أقصى أمنية نصبو إليها، وفي النهاية أحيي جمهوري الذي سيحظى بجديدي قريبا، وكل ما أرجوه هو أن ينال إعجابه، وشكرا لجريدة المساء على الالتفاتة واللقاء-.