كثيرا ما تكون الكوارث الطبيعية أو الحوادث التي يتسبب فيها بنو البشر نقطة تحول في التصرفات والقرارات والقوانين، فحادثة انفجار الغاز بالحي الجامعي بتلمسان التي راح ضحيتها طلبة في مقتبل العمر، تعد محطة تنبيهية لتسيير الهياكل والمنشآت، لا سيما تلك الحساسة المتعلقة بحياة الناس وصحتهم. وتذكرنا حادثة الانفجار بزلزال بومرداس الذي غير مجرى البناء والتعمير وقبلها كارثة باب الوادي التي حصنت بسببها أركان العاصمة، ومثلها طوفان غرداية الذي أكل الأخضر واليابس، وكلها دروس وعبر تؤكد أن الإهمال وضرب قوانين الطبيعة والبيئة والاستخفاف بالنواميس الفيزيائية مآله أن الإنسان ''يجني على نفسه بنفسه'' و''يحفر قبره بيده''. من حق الدول وواجبها بعد هذه ''الحادثة الأليمة'' تشديد المراقبة على الجوانب الأمنية والإجراءات الوقائية بالهياكل العمومية، التي قد تحصد أرواحا بلا ذنب، وتهدد صحة أناس ليس لهم ضلع في ذلك، فالوقاية خير من العلاج وأقل تكلفة في تعويض الماديات، أما بالنسبة للأنفس فلا جدال في كونها تقبل التعويض. ومن قدرنا أننا نواجه الأزمات والكوارث مهما كانت ونتعلم منها دروسا في تحمل المسؤولية وترشيد التصرفات وفك شطرات ''الخلل'' الذي يمكن أن يكون بسبب أشخاص لا يضعون في حسبانهم خطورة ما يفعلون.