يرافع الشاعر الشاب عبد اللطيف عليان من خلال كتيبه ''العالم.. والعالم الآخر''، من أجل بناء مجتمع على أساس الحب الحقيقي المستقى من الجمال تبنيه الأسرة، إذ يرى أنّه على كلّ فرد أن يتصالح مع مشاعره وأحاسيسه ويطلقها صافية نقية، وحسب رأيه، فإنّ المحبة التي يجب أن تكون فردا من العائلة، هي الآن تعيش متشرّدة في الشارع، وبالإمكان تصوّر ماذا يقدّم الشارع في هذه الحالة. هو ابن العاصمة من أصول سطايفية، وبالرغم من أنّه يبلغ ال22 ربيعا، إلاّ أنّ كتابه الموسوم ''العالم والعالم الأخر''، وهو عبارة عن نصوص نثرية شكّل به النجاح في رهانه المتمثّل في إيصال فكرته أو أفكاره التي تارة تصطدم مع عالم الواقع، لذا يلجأ عبد اللطيف إلى عالمه كشاعر ويبحر في جمله ونصوصه ليدلي بدلوه كما يشاء، ويلعن عالم المادة التي طغت على حياة الناس وصلّبت سلوكاتهم، بعدما جفّ نهر الحبّ بين أفراد الأسرة الواحدة. يعتقد الشاعر الشاب وعضو فرقة راب وهاوي سينما، أنّه مادام موجودا في الحياة عليه أن يترك أثرا، فهو غير متوافق مع الحياة الروتينية التي يحياها معظم الناس، ويقول؛ ''لقد تركت مقاعد الدراسة وأنا في مستوى الأولى ثانوي، لأنني كنت أحسّ بالقيد، وقد وجدت الحرية التي أنشدها وأعيش الحياة التي أريدها، وسأسعى لأن أترك بصمتي فيها''، وتابع يقول؛ إنّ معلّمة اللغة العربية في صفّ التاسعة متوسط، هي التي انتبهت إلى موهبته، وهي الشهادة التي غيّرت حياته وأفكاره وطموحه في أن يصبح شاعرا. ومازال عبد اللطيف يُقرّ أنّ المجتمع يعيش تحت ضغط، والأسرة التي من المفروض أن تعلّمك المحبة غائبة، ويرى أنّ الحبّ فرد من أفراد الأسرة، خرج متشرّدا من البيت لأنّه لم يحظ بالاهتمام، فآل مصيره إلى الشارع، ودعا إلى ضرورة بناء أسر مبنية على أسس الحب، وقد رفع عمله ''العالم... والعالم الأخر'' إلى كلّ من يعرف قيمة الحب، وأدرك أنّه من أساسيات نهوض المجتمع، وإلى كلّ شاعر يتذوّق طعم الجمال. لم يستسلم الشاعر الشاب للعراقيل التي واجهته بسبب دور النشر التي رفضت نشر كتابه، فقام بإيداع مؤلّفه لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف، وسهر على طباعة كتيبه بنفسه، وقال بهذا الخصوص ''لا يهمّني رفض دور النشر لطبع كتابي، المهم أنّني أنجزت العمل وهو موجود في المكتبة الوطنية، وله مكان بين رفوف خزائنه''. النصوص التي كتبها عبد اللطيف عليان منذ 2009 إلى غاية ,2010 هي مجموعة من الرسائل التي وجد نفسه ملزما بتبليغها، ولعلّ أهمها المتعلّقة بالجمال والحب، وراح إلى الجمع بينهما، إذ أنّ جمال الطبيعة -على حدّ قوله- يبرز من شعاع المحبة، ''ولو كنا فارغين من هذا الإحساس، فلن نلمس الجمال مهما فعلنا''. وبالرغم من أنّه مولع بالكتابة منذ الصغر، إلاّ أنّ اكتشافه لأدباء كبار تأثّر بهم، ظهر حديثا، وفي هذا الشأن، أكّد أنّه يقرأ كثيرا لجبران خليل جبران، مصطفى لطفي المنفلوطي، أبو العتاهية، نزار قباني وأحمد مطر.